جوادالاهارا (الاتحاد)
نظمت «هيئة الشارقة للكتاب» ضمن البرنامج الثقافي الذي قدمته الشارقة خلال مشاركتها ضيف شرف «معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب» في دورته الـ36، أربع زيارات مدرسية لعدد من مدارس مدينة جوادالاهارا (وادي الحجارة) وغيرها من المدن المكسيكية.
وجاءت تلك الزيارات ضمن «برنامج الزيارات المدرسية» الذي أطلقه «معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب»، ونجح في التطور والتوسع عاماً بعد عام، موفراً الفرصة لآلاف للطلاب الشباب من الفئة العمرية بين 14 و19 عاماً في المدارس الإعدادية والثانوية، بالإضافة إلى طلاب «جامعة جوادالاهارا» للقاء نخبة من الكتّاب والرسامين، والإعلاميين، المشاركين في برنامج المعرض، والتعرف على أعمالهم، حيث يهدف البرنامج إلى ترسيخ ثقافة القراءة من خلال الجلسات القرائية والنقاشية وورش العمل، وتحفيز الطلبة للقاء المبدعين.

الحوار الثقافي
وعلى مدار أربعة أيام، شارك في الزيارات أربعة كُتّاب إماراتيين وعرب قدموا مجموعة من الندوات وورش العمل والجلسات القرائية والنقاشية التي تناولت الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وعرفت الطلاب المكسيكيين على الثقافة الإماراتية والعربية، واستعرضت دور إمارة الشارقة ومشروعها الثقافي القائم على التبادل والحوار الثقافي وترسيخ الروابط والعلاقات المثمرة والبناءة مع كافة ثقافات العالم.
وبدأت أولى الزيارات المدرسية مع الكاتبة والرسامة علياء الشامسي، التي شاركت في العديد من المعارض الفنية والدولية للكتاب، وتشغل حالياً منصب مديرة البرمجة الثقافية في متحف اللوفر أبوظبي، حيث قدمت ملامح من تجربتها في الكتابة والرسم، واستعرضت المسار الذي مضت فيه لتحصد عن كتابها «علاية» جائزة دبي للثقافة عام 2017، إذ عرّفت الجمهور بأول تجربة لها في الكتب الصامتة التي قدمت فيها كتابها «ليل ونهار» وتم تصنيفه بين أوائل الكتب الصامتة الصادرة في الإمارات.

الفنون في الإمارات
وقدم الكاتب والشاعر والناقد علي العبدان، خلال زيارته لإحدى المدارس المكسيكية، صورة حيّة عن واقع الفنون في الإمارات، وما تشهده من اهتمام بالموسيقى والتراث والرسم، متوقفاً عن الحراك النقدي للفنون وما يشكله من إضافة لتطوير لفنون وتجارب المبدعين في الإمارات، إذ كتب العبدان خلال مسيرته البحثية والإبداعية العديد من المقالات النقدية حول الفنون بشكل عام والفنون في دولة الإمارات على وجه الخصوص، إلى جانب مجموعة من المخطوطات عن الفنون.
وتواصلت الزيارات مع الكاتبة صالحة عبيد، عضو في مجلس هيئة دبي للثقافة والفنون وجمعية الكاتبات الإماراتيات، ومؤسسة مشروع «جمعية المثقفين»، إذ تحدثت عن الفرص التي يملكها الكتاب الشباب في الإمارات لتقديم نتاجهم الإبداعي والمعرفي للجمهور المحلي والعربي والعالمي، مشيرة إلى تجربة حضورها ضمن وفد الشارقة المشارك في المعرض، وتأثير ذلك على تواصلها واطلاعها على مبدعين من مختلف بلدان العالم.

أدباء المهجر
واختتم برنامج الزيارات المدرسية مع الروائي والمترجم محسن الرملي، الحاصل على درجة الدكتوراه من كلية الفلسفة في جامعة مدريد في عام 2003، الذي قدم إطلالة على واقع الأدباء العرب في المهجر، واستعرض دور الإمارات في فتح الأفق أمامهم لتوسيع حضورهم لدى جمهور القراء العرب، حيث رشحت روايته لجائزة البوكر للرواية العربية في عام 2021.