جوادالاهارا (الاتحاد)

تشارك «جمعية الناشرين الإماراتيين» في فعاليات الدورة الـ36 من «معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب»، التي تُقام في ثالث أكبر مدينة بالمكسيك، ضمن برنامج اختيار الشارقة ضيف شرف هذا العام، والذي يحتوي على العديد من الإصدارات المتنوعة ما بين الكتب التعليمية والعلمية والإبداعية.
وتعزز الجمعية خلال مشاركتها في المعرض من حضور الناشرين الإماراتيين على المستوى العالمي، ومن فرص عقد صفقات بيع وشراء حقوق النشر والترجمة، وتعزيز التبادل الثقافي مع الناشرين والمترجمين والمثقفين في دول أميركا اللاتينية الذين يجتمعون في المكسيك.

بناء الجسور
وخلال فعاليات المعرض الذي يستمر لغاية 4 ديسمبر 2022، يشارك ثلاث ناشرين إماراتيين بمجموعة مختارة من بعض إصداراتهم باللغة الإسبانية، ويشاركون في جلسات حوارية ونقاشية تنظمها الجمعية في المعرض للحديث عن هذه التجربة الرامية إلى بناء الجسور بين الثقافة العربية والعالم الناطق بالإسبانية.
وقال راشد محمد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين: «نستثمر مثل هذه المشاركات الخارجية التي تتوفر للجمعية بفضل جهود إمارة الشارقة التي تستضيفها كبرى معارض العالم كضيف شرف، ونجد فيها فرصة لتمثيل المشهد الثقافي الإماراتي والعربي، حيث يتاح للجمعية أن تسهم من خلالها بدور يتمثل في نقل إصدارات الناشرين الإماراتيين إلى قارئ جديد، والتعريف بنماذج من إبداعات المؤلفين الإماراتيين في حقول الأدب والنقد والمعرفة».
وأضاف: «المشاركة في معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب توفر للناشرين فرصة للتواصل مع ثقافة الدول الناطقة بالإسبانية وكافة النخب الثقافية ومؤسسات النشر في المكسيك ودول أميركا اللاتينية، ما يفتح الأبواب أمام الناشرين من الجانبين لتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب جديدة، وإمكانية توقيع عقود للترجمة وتبادل شراء حقوق النشر، سواء لنقل الأدب والإنتاج المعرفي في الإمارات إلى الإسبانية ليطلع عليها القراء في المكسيك ودول أميركا اللاتينية، أو لترجمة أعمال إبداعية مكسيكية ولاتينية إلى اللغة العربية، حيث يحظى الأدب اللاتيني باهتمام القارئ العربي ومتابعته منذ عقود طويلة».

فرصة فريدة
وبدوره قال جمال الشّحي، المدير العام لدار كُتاب للنشر والتوزيع: «يتيح هذا المعرض فرصة فريدة للاطلاع على النشر في أسواق أميركا اللاتينية وأميركا الوسطى الناطقة بالإسبانية، وتعريفها بالأدب والثقافة الإماراتية، ومن خلال الدعم المستمر الذي تقدمّه جمعية الناشرين الإماراتيين للكتّاب والناشرين في دولة الإمارات وتمثيلهم في مثل هذه المحافل الثقافية العربية والعالمية، فقد تمكّنوا من الوصول للعالمية، كما أتاح الفرصة للناشرين الدوليين للتعرف إلى قطاع النشر المحلي بكل ما يحمله من تنوع واحترام للآخر في دولة الإمارات العربية المتحدة».
وقالت الدكتورة اليازية خليفة، مؤسِّسة دار الفلك للنشر والتوزيع، خلال مشاركتها في أكبر معرض للكتاب في الأميركتين: «يوفّر معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب منصة عالمية للتواصل مع ناشري أميركا اللاتينية والعاملين في قطاع النشر، وهي فرصة لا تقدر بثمن للتعرّف إلى الثقافة اللاتينية بشكل عام والمكسيكية بشكل خاص، وتعريف زوار المعرض من مختلف الثقافات بالمشهد الأدبي والثقافي في دولة الإمارات».
وقالت لينا شبارو، مديرة حقوق النشر في دار «ثقافة للنشر والتوزيع: «يجمع الشارقة وجوادالاهارا الكثير من القيم الإنسانية المشتركة، ويوفّر هذا المعرض فرصة سانحة لبحث سبل التعاون والشراكة مع الناشرين في أسواق النشر الناطقة بالإسبانية، والارتقاء بجهود الترجمة، وتطوير أفضل الممارسات لمواجهة التحديات المستمرة التي تواجهها صناعة النشر».

جلسة حوارية
وشهد المعرض مشاركة الدكتورة اليازية خليفة وجمال الشّحي، ولينا شبارو في جلسة حوارية نظمتها «جمعية الناشرين الإماراتيين»، بعنوان «اتجاهات تسويق الكتب»، إلى جانب فرناندو باسكوال، مدير التخطيط الاستراتيجي في سلسلة متاجر الكتب «El Sótano»، وريكاردو سانشيز ريانشو، الرئيس التنفيذي ومؤسِّس«Textofilia Ediciones»، حيث وقفوا على اتجاهات صناعة النشر وقدموا بعض الرؤى والأفكار حول الارتقاء بسُبل زيادة المبيعات من خلال تطبيق استراتيجيات تسويق مبتكرة. كما بحثوا الطرق المثلى لوضع ميزانيات التسويق والترويج باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى سلوك المستهلكين في مختلف أسواق النشر وغيرها من الموضوعات.
وشارك الناشرون الإماراتيون أيضاً في جلسة نقاشية أخرى بعنوان «سوق النشر وفرص العمل في العالم العربي»، تناولت أبرز أوجه التشابه والاختلاف بين أسواق النشر في العالم العربي ونظيراتها الناطقة باللغة الإسبانية من حيث اتجاهات النشر وسلوك المستهلكين، بالإضافة إلى راهن أسواق النشر ومدى حضور الناشرين الدوليين والتجارة الإلكترونية فيها.

فرص التواصل
وتستضيف الجمعية أيضاً مجموعة من الجلسات الحوارية والنقاشية في جناحها ضمن برنامج ضيف الشرف، لتعزيز فرص التواصل بين الناشرين الإماراتيين والدوليين من أميركا اللاتينية والوسطى، وفتح الباب أمام كل المهتمين بتأسيس شركات للنشر في الأسواق العربية.
يُشار إلى أن الجمعية، وهي مؤسسة ذات نفع عام، تعمل منذ تأسيسها في عام 2009 على تطوير قطاع النشر داخل دولة الإمارات العربية المتحدة بما يخدم الدولة فكرياً وثقافياً، وتهدف إلى تمثيل الناشر الإماراتي محلياً وإقليمياً، وتقدم كافة الدعم اللازم لمشاركته في المحافل الثقافية العربية والعالمية.