الشارقة (الاتحاد)

فتحت أمسية «صوت العالم» نافذة لجمهور «معرض جوادالاهار الدولي للكتاب» للدخول إلى جماليات القصيدة العربية واللاتينية الحديثة والكلاسيكية بمختلف أشكالها، فعلى منصة واحدة جمعت الشاعرة خلود المعلا، والشاعر عبدالله الهدية، والكاتب والأديب المكسيكي ديغو غاميس، لتقدم الشعراء بوصفهم صوت الحياة.
جاء ذلك ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الـ36 من معرض جوادالاهار الدولي للكتاب، حيث اكتظ جناح الإمارة بالجمهور المتشوقين للإطلالة على خصوصية الشعر العربي وفرادته الأسلوبية والموضوعية، فعلى رغم حاجز اللغة إلا أن الجمهور من الكبار والصغار ارتدى سماعات الترجمة، وأصغى لقصائد الشعراء وتفاعل معها، ليؤكد أن الشعر لغة وجدان البشر مهما تباينت بلادهم وثقافاتهم وأعراقهم.
واستهلت الأمسية التي أدرتها الكاتبة لورا دي بيترو، الشاعرة خلود المعلا وأخذت جمهور الأمسية إلى عالمها الشعري الخاص والهادئ الذي ينحاز إلى التأمل والسكون والتصوف، ويقف عند التفاصيل البسيطة ليرى منها تجربة الوجود الإنساني وشواغله الذاتية، فمن قصيدة بعنوان «هرولة» قرأت: «كل شيء حولي ساكن/ حتى ارتعاش ذاك الغصن الوحيد/ لن تتغير هذه الحال/ عليّ أن أهرول إلى قلبي، أحرره».

وكمن يدعو إلى التمهل والنظر إلى اللحظات العابرة من الحياة، توقفت المعلا في قصيدتها «شرود» عند لحظات هادئة من يوم قد يكون عادياً، لتقول إن وراء السكون قصائد شفافة تحتاج إلى قلب شاعر ليراها ويلمس جمالها، فقرأت: «في المطر/ في الغيمة/ في الأفق المتأجرح بيني وبينك/ أرى روحي شاردة/ ليتك تردّها».
أما الشاعر عبدالله الهدية، فأدخل بقصيدته العمودية، جمهور الأمسية إلى المحمول الديني والتراثي والأسطوري في الذاكرة العربية، فكانت قصائده محتشدة بالصور الجمالية ذات الدلالات العميقة الراسخة في التاريخ الثقافي للمنطقة العربية، حيث قرأ:
اطلقت في مدك المحظور أشرعتي، وجئت أحبو على أشلاء أمنيتي/ لملمت بعضي على بعضي على أملي، كي أجمع الكل من أنقاض أزمنتي/ جمعتني فارساً الساح تعرفني، الروح سيفي وحلم العمر أحصنتي». وبدوره قدّم الكاتب ديغو غاميس إطلالة على الشعر اللاتيني بصورة عامة، حيث اختار أن يقرأ مختارات من أبرز الشعراء الكلاسيكيين في القصيدة اللاتينية، ليضع أمام جمهور الأمسية من وفد إمارة الشارقة، والزوار العرب، العوالم التي بنيت في فضائها القصيدة اللاتينية والموضوعات التي انشغل بها الشعراء اللاتينيون، فطاف بالجمهور من المكسيك إلى الإكوادور، مروراً بفنزويلا، وصولاً إلى نيكاراغوا.