سعد عبد الراضي (العين)

الأمسية الشعرية السادسة ضمن برنامج «الكلمة المغناة» التي عقدت في قصر المويجعي، اشتملت على جلستين، الأولى تناولت قصائد الشاعر الإماراتي الراحل عتيج بن روضة الظاهري، بعنوان من أهم قصائده المغناة «غزيل فله». شارك في الأمسية ابن الشاعر عبيد عتيج الظاهري، والكاتب والشاعر  والإعلامي، والباحث عن الكلمة المغناة في الشعر الإماراتي مؤيد الشيباني ،الذي قدم إسهامات كبيرة في بحوث التراث الشعبي ، والشاعر والكاتب والصحفي الإماراتي أنور حمدان الزعابي، وخالد السعدي، وبمشاركة المطرب الإماراتي محمد الماسي. وبدأت الأمسية بوصلة موسيقية قدمتها فرقة العيالة لمجموعة من اللوحات الفلكلورية المحلية من الشلات والأشعار التي رحبت بضيوف الأمسية من كل الفئات العمرية وسط أجواء تفاعلية، للاحتفال بأمسية الشاعر الراحل عتيج الظاهري. 
 
الغائب الحاضر
تغنى المطرب الإماراتي محمد الماسي بقصيدة الظاهري «لك قصر وسط الحشا باني» التي غناها آنذاك المطرب جابر جاسم، ثم تحدث ابن الشاعر عبيد عتيج الظاهري عن ذكرياته التي استذكرها من طفولته معه، إذ توفي والده وهو في عمر 15 عاماً، وكل ما يتذكره عن الراحل أبوته الراقية وحنانه البليغ في التربية وتحقيق السعادة لكل أبنائه رغم ظروفه آنذاك، إذ أنه جعلهم من أسعد الأطفال في العائلة ومكنهم من كل ما يطمحون إليه. وأضاف أنه يذكر مجلس والده المزدحم بالشعراء والنجوم من متذوقي قصائده، وبين أنه شعر أيضاً بمحبة الناس الكبيرة لوالده بعد وفاته، لأنهم كانوا إلى جانبهم في تلك الفترة الحزينة عند رحيل الأب الشاعر. 
 سيرة ومسار
الشاعر والصحفي الإماراتي أنور حمدان الزعابي تحدث عن المميزات التي تتميز بها قصائد الراحل عتيج بن روضة الظاهري، شاعر الكلمة الحديثة والمفردات الجديدة، إذ نظم أول قصيدة وهو في العاشرة من عمره، أي أن موهبته ظهرت في سن مبكرة جداً. وقد عاش يتيماً ورباه أخوه عبدالله بن روضة واعتنى بتربيته وأدخله الكُتاب عند المطوع، ومن معاناته في الحياة اكتسب مشاعره التي خلدها في قصائده. 
وأشار الزعابي إلى أن الشاعر الراحل عاش حياة بسيطة تقليدية في تلك الفترة، حيث ولد في عام 1940، وقد ترك بصمة كبيرة على خريطة الشعر الشعبي التي لا يمكن أن تغيب عن الذاكرة لأنها ارتبطت بالوجدان والكثير من الذكريات، وكانت الكثير من قصائده تدل على ثقافته وعلى كم المعلومات الكبير الذي يختزنه في ذاكرته. 
وعندما يذكر اسم عتيج بن روضة تذكر دائماً قصيدة «غزيل فله في دبي لاقاني» التي أبدع في كتابتها واعتنى بألفاظها الجديدة الحديثة التي تميزت بجرأة الطرح، وهي من أشهر القصائد الإماراتية في الخليج التي غناها الفنان جابر جاسم، وأيضاً لأنها ارتبطت بمدينة دبي كمدينة تجارية وكميناء مهم. كما أن القصيدة تتضمن الكثير من التعبيرات الجميلة والوجدان الراقي الواضح. وفي قصيدته هذه حاول أن يستخدم كلمات جديدة على اللهجة الإماراتية. 

عبيد بن معضد
تناولت الجلسة الثانية من أمسيات «الكلمة المغناة» سيرة الشاعر الإماراتي الراحل عبيد بن معضد، وحملت الأمسية عنوان «لا تبين للعرف خافي». وشارك فيها الشاعر أحمد سالم الشامسي، والشاعر عوض بالسبع الكتبي، والإعلامي حسين العامري. 
 وسردت الجلسة سيرة حياة الشاعر عبيد بن معضد وهو من شعراء مدينة العين، وقد ولد عام 1920، وبدأ كتابة الشعر في عمر صغير، واشتهر آنذاك في مجال الشعر النبطي. وكذلك عرفت عنه مهاراته في القنص، وكان يتميز بقدرته على الرواية والحفظ، وفي عام 2007 تم تكريمه في الشارقة من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، كراوٍ من أهم الرواة في الإمارات. 
 وبقي عبيد بن معضد في عالم الشعر يكتب ويروي ويشارك في الكثير من الجلسات الخاصة بالشعر. ولم يكن يتردد في العمل بيده، فأمتهن الكثير من المهن، فكان يصنع أشدة الإبل، كما برع في صناعة الفروخة الطربوشة للكندورة العربية، وظل الشاعر عبيد بن معضد مرجعاً لكثير من الباحثين، موثوقاً برواياته.