سعد عبد الراضي (العين)
ناقشت كاتبات إماراتيات «أدب الطفل الإماراتي وثنائية الموروث والمستقبل» في جلسة حوارية بكلية تقنية المعلومات بجامعة الإمارات العربية المتحدة، ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2022، أدارها مطور المحتوى وليد الحلاني. وجاءت آراء الكاتبات المشاركات متوافقة على ضرورة تحقيق الموازنة بين المحافظة على الموروث المحلي من جهة، والتجاوب مع روح العصر والحداثة من جهة أخرى، مع التأكيد على ضرورة أن يُقدَّم أدب الطفل بلسان سليم ينمي المهارات ويغذي المخزون اللغوي للطفل.
وركزت الكاتبة نادية النجار على ضرورة توثيق «الخراريف» المتوارثة عن الجدات، مع تقديمها بقالب لغوي عصري يناسب الجيل الحالي، ويكون قريباً منهم، لافتة إلى أن تلك الخراريف تمثل نسخاً من قصة واحدة في إطارها العام، ولكنها تختلف في بعض التفاصيل الدقيقة. وأرجعت ذلك الاختلاف إلى أن كل منطقة تحاول صياغة القصة بما يناسب طبيعتها، مستشهدة بقصص تختلف في مدن الدولة الساحلية عنها في المدن الجبلية، وثمة نسخة ثالثة يرويها أبناء البادية، مشيرة إلى أنها حاولت في رصيدها الأدبي أن تنوع من المدارس الأدبية، فكتبت ونشرت «سلامة وبناتها» في الرعب، و«حمدة بنت السماك» التي تشابه إلى حد بعيد قصة «سندريلا»، إضافة إلى «غافتان» التي تبرز أهمية أشجار الغاف عند الإماراتيين، والنمر الأرقط للتعريف بهذا النوع المهدد بالانقراض، وهي القصة التي أُدرجت في منهج الصف الرابع.
وشددت النجار على أن «التراث بحر واسع لم نستكشف كل ما فيه، وعلى الكاتب الغوص واختيار المناسب من دون أن يكون مغرقاً في المباشرة»، مضيفة أن استخدام العامية يجب أن يكون بشروط مشددة وعلى أضيق نطاق، حتى لا يختلط الأمر على الأطفال.
حركة النشر
ومن ناحيتها، نبّهت الكاتبة الدكتورة فاطمة البريكي إلى أن حركة النشر تشهد زخماً كبيراً في الدولة، ما يدفع الكتاب والناشرين إلى أن يتنافسوا مع أنفسهم ومع الآخرين لتقديم محتوى بمستوى القارئ «الذي أصبح أكثر وعياً وإدراكاً، ويستطيع أن يميز بسهولة بين ما يناسبه، وما لا يرتقي إلى ذلك».
وتطرقت إلى أن المستوى القرائي للطفل هو الذي يتحكم في ما يمكن اختياره له، وإن كان الأهالي يميلون إلى المحتوى البسيط حتى يتمكن الطفل من القراءة، وهو ما دفعها إلى استثمار فترة البقاء في البيت أثناء الجائحة لتؤلف «سلسلة القراءة المتدرجة» التي استلهمتها من التراث، وتتضمن مغامرات لشخصيات منها المتنبي، وحي بن يقظان، وآينشتاين، حيث يتعرف الأطفال فيها إلى أبطالها وإنجازاتهم بمفهوم لغوي يتناسب مع المرحلة الدراسية.
وبدورها، قالت الكاتبة نسيبة العزيبي في حديثها، إن مخاطبة الطفل محكومة بضرورات تفرض نفسها، وعندما انتبهت الجهات المختصة إلى وضع اللغة العربية، بدأت بتنظيم مسابقات قراءة وشجعت الأدباء على التوجه إلى الصغار لتقوية لغة الضاد لديهم. وفي سياق آخر، ذكرت أنه من الطبيعي تأثر قطاع النشر بالتكنولوجيا، حيث أصبحت صناعة الكتاب أسرع من أي وقت مضى، كما أنها ضمنت انتشاراً وتسويقاً للكتاب والكاتب.