هويدا الحسن (العين)
استضافت مكتبة أجيال المستقبل، أحد مشاريع جمعية محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل، التي تترأس مجلس إدارتها الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، جلسة ثقافية ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب في بيت محمد بن خليفة، بعنوان «أدب الطفل بين الرؤى والتحديات»، شاركت فيها كل من كاتبة أدب الطفل والصحفية أمل فرح، ورائدة الأعمال الكاتبة والمنتجة الإعلامية منى الظاهري، وكاتبة أدب الطفل مريم الغفلي، وأدار الحوار الكاتب شريف محمد.
ودارت الندوة حول التحديات التي تواجه أدب الطفل والطموحات المأمولة له في المستقبل، حيث استهل شريف محمد الحديث عن الطفل وأهميته في المجتمع، وأن الحديث عنه يجب أن يأخذ في الاعتبار البنية النفسية والعقلية والعاطفية للصغار. وأدب الطفل يساهم بشكل كبير في تكوين عقلية الطفل وتطوره، واستدل على أهمية أدب الطفل بمقولة إن المرء في سن النضج ينسى الكتب التي يقرؤها، ولكنه لا ينسى الكتب التي قرأها أو الحكايات التي استمع إليها وهو طفل صغير، مما يؤكد أن القصص التي تروى للأطفال تساهم بشكل كبير في تشكيل وعيهم وفكرهم وتطورهم النفسي والعقلي.
وعن دور أدب الطفل في بناء الهوية الثقافية، قالت مريم الغفلي: إن أدب الطفل بدأ يتطور خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، حيث تعددت دور النشر واتجه عدد كبير من الكتاب لأدب الطفل، مما جعل هناك غزارة في الإنتاج، ولكن تظل مشكلة اللغة هي من أكبر المشكلات التي نواجهها نظراً لأن الأجيال الجديدة أغلبهم يفضلون القراءة باللغة الإنجليزية، ولذا ترى أن التحدي الحقيقي لكتاب أدب الطفل هو سرد حكاياتهم باستخدام لغة تحبب القراءة باللغة العربية إلى الأطفال، مع التركيز على إبراز البيئة المحلية والموروث الثقافي من خلال تلك القصص.
الحكي والكتابة
وعن اختلاف مراحل نمو الطفل عقلياً ونفسياً خلال مراحل نموه، علقت أمل فرح قائلة: إن ما يميز أدب الطفل هو اللغة، وهناك فرق بين لغة الحكي ولغة الكتابة، فالكتابة هي اللغة التي تمارسها للتأثير أثناء غيابك، فعندما يقرأ أحدهم كتابك لا تكون حاضراً ولكن كلامك هو الموجود، وأرى أنه لا توجد لغة تخص مرحلة عمرية بعينها ولا موضوعات تصنف وفقاً للتصنيف العمري، فكل الموضوعات من الممكن طرحها طالما راعيت اللغة التي تطرحها من خلالها.
ولأننا نعيش عصر السماوات المفتوحة والتكنولوجيا الرقمية، فإن الأدب الموجه للطفل لم يعد يقتصر على الأدب المكتوب فقط، ولكن هناك أيضاً الأدب المرئي في السينما والتلفزيون الموجه للطفل، وعن ذلك تسأل المحاور عن أسباب عدم تمكننا في المنطقة العربية من صناعة محتوى سينمائي مبهر يكون جاذباً للطفل.
وترى منى الظاهري أن الغرب اهتم بأدب الطفل واستثمر في أعمال فنية ضخمة وأنتج حتى أعمالاً عن قصص عربية مثل قصة علاء الدين وغيرها، أما عندنا فلا يوجد دعم لهذا المجال ولا توجد كوادر فنية، والسبب في ذلك هو ارتفاع تكلفة الاستثمار في هذا المجال، ولذا يحتاج الأمر إلى أكثر من مستثمر أو دعم من جهات رسمية وهو ما قد لا يتوفر في منطقتنا العربية. ويضاف إلى ذلك عدم توافر الكوادر الفنية وندرتها سواء في التمثيل أو الإخراج أو في فناني الرسوم المتحركة. وأضافت: عندنا إنتاج أدبي ثري وغزير، ولكنه يحتاج الدعم ليتم تحويله إلى أعمال فنية عالية المستوى كما يحدث في هوليوود. وعن لجوء بعض الشركات لتحويل قصص الأطفال الشهيرة إلى ألعاب إلكترونية، أكدت الظاهري أنه لا ضرر في ذلك، فالأمر في الأخير تجارة وتحويل القصص الناجحة إلى ألعاب يشجع الكتاب على أن يكتبوا أكثر ويزيد إنتاجهم الأدبي، كما أنه وسيلة معرفية أخرى للطفل.