هويدا الحسن (العين)

يحتضن مهرجان العين للكتاب هذا العام العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والاجتماعية، بعضها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالكتاب، وبعضها الآخر يعكس طابعاً اجتماعياً، ومن أبرز الأمسيات ذات الطابع الاجتماعي جاءت أمسية «أمومة اختيارية» التي استضافت الدكتورة عائشة البوسميط، وحاورتها خلالها الدكتورة بروين حبيب، عن تجربة البوسميط في احتضان طفلتين وتشجيعها لأخريات أن يفعلن مثلها.
الإعلامية والشاعرة الدكتورة بروين حبيب تحدثت لـ«الاتحاد» عن مشاركتها في مهرجان العين للكتاب من خلال تلك الأمسية التي اتسمت بطابع إنساني مميز. وفي البداية أعربت د. بروين عن سعادتها بالتواجد في مدينة العين ذات البعد التراثي والتاريخي والثقافي المميز، والتي تكن لها محبة خاصة لما تتميز به من طبيعة خضراء وأجواء هادئة، مضيفة أن «العين واحة واسعة محببة للقلب ومريحة للأعصاب، ولقد أسعدني كثيراً أن يقام فيها مهرجان ثقافي ضخم كمهرجان العين للكتاب بكافة فعالياته المصاحبة للمعرض».
وعن مشاركتها بندوة بعيدة عن الموضوعات الثقافية المعتاد مناقشتها في مثل تلك المناسبات، قالت: ما يبقى هو هذه اللقاءات الإنسانية، فمعارض الكتب موجودة في كل مكان وكذلك المكتبات التي يستطيع القارئ الحصول على ما يريده من كتب منها، أما تلك اللقاءات الإنسانية والمواضيع التي تؤدي إلى حراك اجتماعي وثقافي وإنساني وأدبي فتحتاج إلى تسليط الضوء عليها من خلال تلك الفعاليات، وموضوع جلستنا على رغم أنه قد يبدو بعيداً عن الموضوعات الثقافية المعتادة، ولكنه في حقيقة الأمر موضوع ثقافي مهم، فالثقافة اليوم تتجاوز فكرة اقتصارها على فنون الكتابة والشعر والرواية والقصة والمسرح، فاليوم الأزياء ثقافة، والطهي ثقافة، والموضوعات الاجتماعية ثقافة، والاحتضان الذي تحدثنا عنه في تلك الأمسية ليس فقط ذا طابع إنساني، ولكنه أيضاً فكرة لها بعد فلسفي وبعد ثقافي وبعد نفسي عميق، وخاصة للمرأة التي تعيش في مجتمع كمجتمعاتنا العربية.

الكلمة المغناة
أشارت د. بروين حبيب إلى أنها حضرت أمسية عن «الكلمة المغناة»، وتعرفت على تجربة شاعر لم تكن تعرفه من قبل، وهو الشاعر الراحل سالم الكاس الظاهري، وتقول عن ذلك: هو من الشعراء الإماراتيين الأوائل ولم أكن مطلعة على تجربته الشعرية قبل تلك الأمسية المميزة، التي أقيمت عنه بقصر المويجعي، عندما استمعت إلى أشعاره وسيرته، واقترحت إصدار كتاب عنه للتعريف به على نطاق أوسع وحتى تبقى سيرته وأشعاره محفوظين في وجدان الأجيال المتعاقبة، باعتباره إرثاً ثقافياً.
وعن اختيار بيت محمد بن خليفة لإقامة بعض الأمسيات الثقافية، أكدت د. بروين حبيب أنها لفتة ذكية من القائمين على المهرجان، لما توفره الأماكن التاريخية من حميمية في اللقاء مع الحضور الذي تفاعل بشكل كبير مع موضوع النقاش.