سعد عبد الراضي (أبوظبي)

انطلق، أمس، المؤتمر الدولي الأول للأخلاق والفلسفة الذي ينظمه مركز الدراسات الفلسفية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية في أبوظبي لمدة يومين (17 و18 نوفمبر)، ويختتم أعماله اليوم بحضور معالي الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور حمدان بن مسلم المزروعي رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والبرفيسور تشارلز بتروورث أستاذ الفلسفة والدراسات الإسلامية بجامعة ميرلاند واشنطن، والدكتور عبدالله المطيري رئيس مجلس إدارة جمعية الفلسفة، والدكتور محمد الشحي مدير عام مؤسسة بيت الزبير، ونخبة من الأكاديميين والعلماء من مختلف جامعات العالم.

 

ويسعى المؤتمر الدولي الأول للأخلاق والفلسفة إلى توطين منهجية الأخلاق نحو بناء سلوك إنساني، يكون مكونه الرئيس التسامح والتعايش والسلام والرحمة والمواطنة الصالحة. كما أن المؤتمر الذي يقام بالتزامن مع يوم الفلسفة العالمي (17 نوفمبر)، يبرز الرؤية الفلسفية الحضارية حول الأخلاق من خلال تقديم مقاربات علمية بنظرة عالمية إنسانية، تستند على محاور علمية وفلسفية.

الفلسفة حكمة
وأكد معالي الشيخ عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في كلمته الافتتاحية، أن الخصومات التاريخية بين الدين والفلسفة لا ينبغي أن تحجب نجاحات ولقاءات بين الفلاسفة والفقهاء وأضاف: نحن نسمي الفلسفة حكمة لنزكيها فهي وسيلة لمعرفة الصانع والموجودات ونطمح إلى فلسفة ثلاثية الأركان تجمع بين العقل والحس والوحي، كما نطمح لتطوير الفعل الفلسفي، فالتقليد دون تجديد ليس أساس الفلسفة. على أن يكون الوحي مرشداً لهما.
كما أكد أن الفلسفة قائمة على النسبة والتناسب، فلكل شيء نسبة في إدراك الحقائق: الحس له نسبة والعقل كذلك.. وبهذا تكون النتيجة صالحة للكشف عن الحقيقة. وأشار إلى أن العالم الذي نراه حادث، وهذه مقدمة لمعرفة الخالق وبناء المعارف. وبرهان للسببية بين العلم والخالق… فالعدم لا يخلق وجوداً. وأضاف: السؤال في الفلسفة ليس تحدياً ولكنه انطلاق من المعلوم إلى المجهول.. وهو ليس مرادفاً للشك ولكنه تعبير عن رغبة صادقة في العلم. كما أن سؤال الأخلاق تردد في مختلف العصور، فهو يتناول سجايا كامنة في النفس تنعكس خارجياً على سلوك الإنسان ومعاملاته.

منهج الجامعة
وقال بن بيه عن منهج الجامعة: إنّه منهج المواءمات الحضارية والوساطات، إنه منهج الجسور الممدودة بين الحقول المعرفية والممرات الواصلة بين الفضاءات الثقافية، إنه منهج التحالف بين القيم، والتكامل بين الكليات. وأضاف: نعتقد أنه قد آن الأوان لنبذ المنظور الفصلي القطائعي الذي يرتكز على الخصوصيات ويهمّش ويلغي أوجه الاتصال ودوائر المشترك، ويقيم تقابلات سجالية وصراعاً بين المركزيات، مآله المحتوم تفكيك الوئام وهلاك الأنام. فلا بُد من القطع المنهجي مع هذا المنظور الإقصائي، إذ هو منظور انفعالي قلق لا يمكن أن يؤسس لرؤية حضارية.
وأضاف: بهذه المنهجية التي تقوم على تجاوز المتقابلات ونبذ القطائع والمفاصلات، بالانتفاع بثمرات العقول ومحصولها، وإرساء التعايش بين الأفكار، حقّقت الإمارات بفضل الله ولا تزال تحقّق الاستئناف الحضاري الواعي والازدهار التنموي المثمر.

بين الفلسفة والدين
وعن الوساطة بين الفلسفة والدين، قال بن بيه: إن من الوساطات الضرورية التي نأمل أن تنجح فيها جامعتنا الوساطة بين الفلسفة والدين، فلقد درج الناسُ على افتراض تنافر جذري بينهما، إما على وجه التضاد، أو على سبيل الاستقلال. وأكد أن الجوار بين الفلسفة والدين قد يتوتر، والخلاف بين ممثليهما قد يحتدم، كما جرى بين الغزالي وابن سينا وأبي نصر الفارابي، إلا أن ذلك لا يدفعنا إلى الاعتقاد باستحالة الحوار، بل إننا نؤمن بأن هذا الوصل ممكن وضروري، وأنّ هذه الخصومات التاريخية لا ينبغي أن تغيّب نجاحات وتحجب لقاءات سعيدة جرت على يد فقهاء فلاسفة وفلاسفة فقهاء، ومن أبرز هؤلاء رائد المصالحة ابن رشد الحفيد في كتابه «فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال»، حيث انطلق من مجال وحدة الموضوع بين الدين والحكمة (الفلسفة) حيث إن الحكمة هي نظر في الموجودات والمصنوعات لمعرفة الصانع أو لما سوى ذلك والشريعة كذلك تأمر بالنظر في الموجودات (الآيات): (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض) والقصد التعرف على الصانع كذلك. ولذا بذل جهداً لدرء وصمة التكفير عن الفلاسفة عن طريق التأويل.

الفلسفة التساندية التكاملية
وقال بن بيه عن الفلسفة المطلوبة: إننا نطمح إلى فلسفة تساندية لا تعارضية. فلسفة ثلاثية الأركان يتناغم فيها الحس فيأخذ نصيبه والعقل فيوضع في نصابه والوحي فيكون مهيمناً ومرشداً للحس والعقل فيما يقفان دونه من الماورائيات والحقائق التي لا يدركها الإنسان أو التي لم يكتشف بعد أنه لا يدركها على قاعدة أن عدم الوجدان لا يعني عدم الوجود وعدم العلم لا يعني علم العدم. فلسفة قائمة على النسبة والتناسب حيث تسلم المقدمة الأولى للحس وتُعمل العقل للتوصل للنتيجة.
وأكد أن الغاية الكبرى من التعليم الفلسفي في عالمنا العربي ينبغي أن تكون إعادةَ المنطق إلى حياةِ الناس، وأن نعيد برمجة العقول للتفكير الإيجابي ومركزة العقل في الخطاب الديني من خلال مفاهيم المصلحة والحكمة والعدل والرحمة.

سؤال الأخلاق
وأكد بن بيه: لقد نال سؤال الأخلاق مكانة كبيرة في تاريخ الفلسفة منذ بواكيرها الأولى، لأن موضوعه هو الإنسان، كيف يعيش حياة فاضلة، وكيف يتعايش مع الآخرين في سلم. إنه مجال لا ينفك يشغل الفلاسفة في كل عصر وإن كان محل سؤاله يختلف من عصر إلى آخر. فإن كانت أخلاقيات الحرب والسلم والتعايش قد نالت نصيب الأسد من الدراسات بعد الحربين العالميتين، فسؤال الأخلاق في هذا العصر يتناول مواضيع كالأخلاقيات الطبية وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وإشكال الهجرة وغيرها من الإشكالات الراهنة.

حلول للمستقبل
وعن الحلول المستقبلية، قال بن بيه: إن انتهاج مبدأ المواءمة وأسلوب التجسير بين الفلسفة والدين الذي تحدثنا عنه في بداية هذه الكلمة سيكون من ميادينه إعادة الاعتبار للفضيلة كقيمة فلسفية مؤسّسة، وإعادة الاعتبار للمبادئ الكبرى كمبدأ السببية والغائية، وهي مبادئ يؤدي إهمالها إلى تقويض الفلسفة نفسها، أو كما يقول ابن رشد إن إلغاء السببية هو إلغاء للعقل ذاته.
وأضاف: إن لقاء الفلسفة مع علم الكلام كان في بواكير العصر الإسلامي. وإننا مدعوون إلى تحقيق التوازن بين جملة من التجاذبات بين الكليات، وتجسير العلاقة بين عالمَيْ الأفكار والأشخاص، فبدلاً من واقع قيم تهاجم وقيم تقاوم، يكون التعاون والتعاضد والتآزر والتعارف هو عنوان المرحلة. وطموحنا أن تصبح جامعتنا في مصاف الجامعات العريقة التي تُكَوّن فقهاء فلاسفة وفلاسفة فقهاء على غرار كلية اللاهوت بجامعة كامبريدج التي تخرج لاهوتيين فلاسفة، وبذا نحقّق طموح دولتنا الساعي دوماً إلى الإبداع والازدهار والاستقرار.

احتفاء بالفلسفة
ومن جانبه، قال معالي حمدان بن مسلم المزروعي، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في كلمته: تحتفي أبوظبي، عاصمةُ الثّقافة، ومنارةُ المعرفةِ، ومركزُ الحضارةِ، بالفلسفة، في يومها العالميّ، الذي يوافق السّابع عشر من نوفمبر من كلّ عامٍ. وأضاف: إنّ هذا الاحتفاءَ نابعٌ من ديننا الإسلاميّ الحنيف، الذي أعلى من شأن الفكر، ورفعَ منزلةَ العلم، وأمرَ بإعمال العقلِ، وجعله آلةَ المعرفةِ، وأساسَ العلم، حتّى إنّ القرآن الكريم كرّرَ ذكرَ مشتقّات مادّتِهِ تسعاً وأربعين مرّة، وقد دعا القرآن الكريم إلى النّظر والتّفكّر والاعتبار، يقول الله تعالى: (أَفَلَا تَعْقِلُونَ)، وقوله سبحانه: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)، وقوله سبحانه: (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
وقال: إنّ القرآن الكريمَ في مثل هذه الآيات يدعو إلى إقامةِ البراهين والحجج، بما يحفظُ سلامة الفكر، ويضمن استقامةَ منهج النّظر، تحصيناً له من الوقوع في الأخطاء والظّنونِ والأوهام!
وتابع: لقد أَثْرَتِ الفلسفةُ جهودَ المفسّرينَ والأصوليّين والفقهاء، فانعكس أثرُ ذلكَ فيما نَجده في كتبِهم من مفاهيمَ علميّةٍ اكتسبوها من قراءةِ كتبِ الفلاسفةِ في المنطِقِ والطِّبِّ والفَلَكِ والهندسةِ والكيمياءِ، فقدموا صورة نموذجية في الوصلَ بين معارف الوحيِ، وعلومِ الطّبيعةِ وفي تكامل المعارف والعلوم.
وأضاف: لقد دعا الكتابُ العزيزُ إلى الفضائلِ الكبرى ففتح للنّاسِ بابَ البحثِ في فلسفةٍ أخلاقيَّةٍ تقوم على دعائم السّلم والتّعايشِ والحكمةِ والشّجاعةِ والعِلْمِ، وهي أصولُ الأخلاقِ ذاتُها في الشّريعةِ والفلسفةِ معاً، إنّ هذا التّكاملَ بين الشّريعةِ والحكمةِ هو الذي دفع علماء المسلمين إلى التّأليف في علم الأخلاق، وإبداعِ فلسفةٍ أخلاقيَّةٍ مُلهِمَةٍ ومؤثِّرة، كانت واضحة في كتبهم وأبحاثهم. ونحن نتطلع إلى فلسفةٍ أخلاقيَّةٍ معاصِرَةٍ تستعيد القيم الإنسانية والإيمانية، ومن هذا الباب، فإنّنا فخورون بهذا المؤتمر الذي اتخذ موضوعاً له: الأخلاقَ والفلسفةَ.
وقال: إننا نُولي أهمية كبيرة للفكر الأخلاقي في جامعتنا التي نتشرُف بأنها تحمل اسمَ سيدي صاحب السّموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدّولةِ حفظه الله، ونعتبر هذا الفكرَ رافعةً قويّةً للتنمية والتّحصين.
وأضاف المزروعي: إننا نجدُ في الفلاسفة المسلمين نماذجَ كبيرة، جمعوا بين المعرفة بدينهم وبين الانفتاح على مكتسبات العقل الإنساني، تحقيقاً للتكامل بين الحكمة والشريعة والمصالحة بين النص والعقل، والممازجة بين العلم والدين.
وتابع: إن دولة الإمارات العربيّة المتّحدة قد رسخت القيم النبيلةِ التي نحتاجها في هذا العصر الذي تتجاذبه الحروبُ والصراعاتُ، وإننا نعتقد أن في الفكر الفلسفيّ من الأفكار النبيلة ما يساعدُ على تفعيل المعاني والقيم الإنسانية، كالتّسامح والتّعايش والسّلام والسكينة، فننتجَ خطاباً فلسفيّاً قويّاً ومؤثّراً يؤمن بالمواطنة واحترام المبادئ.
وقال المزروعي: إنّ الواقعَ يطرح علينا أسئلة كثيرةً، تعكس اهتماماتِنا بالإشكالات والتّحدّيات الجسيمةِ التي يطرحها علينا عصرُنا، فنُريد من الفلسفة وغيرِها من العلوم الإنسانيّة توصيفاتٍ وتحليلاتٍ تساعدُنا على الوصول إلى حلولٍ لتلك الإشكالاتِ. وتابع: إننا نعرف أن الأسئلة في الفلسفة أهمُّ من الأجوبة، ولكننا مع ذلك نطمح في أن تصدُرَ عن هذا المؤتمر جملةٌ من التّوصيات والنّتائج العمَليّة التي يمكن استثمارُها في تعزيز القيم وتطوير الدراسات الإنسانية والتّحصين الفكريّ لأبنائنا، من التّيارات الغاليةِ والأفكار الهادمة.
وختم كلمته قائلاً: إننا نريد بالفلسفة أن تُحييَ القيم النبيلة المشتركة، من أجل تحقيق مزيد من التّفاهم والتعارف والتآخي والتسامح، وتلكَ من جملة ثمرات الفكر الفلسفيّ وغاياته.

محاضرة وثلاث جلسات
وقد اشتمل برنامج اليوم الأول على محاضرة افتتاحية وثلاث جلسات علمية، وحملت المحاضرة التي قدمها مدير مركز الدراسات الفلسفية الدكتور إبراهيم بورشاشن، عنوان «فلسفة الخطأ: ابن طفيل نموذجاً»، وقد أدارها عالم الاجتماع الدكتور ستير لنغ دنمارك.

7 أوراق بالجلسة الأولى
أما الجلسة العلمية الأولى التي قدمها عالم الاجتماع الدكتور فريديك معتوق فقد اشتملت على سبع أوراق بحثية كانت الأولى للدكتور رضوان السيد عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بعنوان «الاتجاهات الجديدة في فلسفة الدين وإمكانيات الإسهام والإفادة»، وحملت الورقة الثانية عنوان «الإسهام المعاصر للفلسفة الأخلاقية في الإسلام» للبروفسور تشارلز بنروث أستاذ الفلسفة والدراسات الإسلامية بجامعة ميرلاند واشنطن، وجاءت الورقة الثالثة بعنوان «الأخلاق في الفلسفة الأرسطية» للدكتورة هدى الخولي، أستاذة الفلسفة الإغريقية بكلية الفنون الجميلة جامعة القاهرة. أما الورقة الرابعة فحملت عنوان «قضايا الأخلاق والفلسفة العلمية من منظور الفلسفة التحليلية» وقدمها الدكتور عز العرب لحكيم بناني أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، وقدم الدكتور محمد النكرومي ورقة بعنوان «فلسفة الأخلاق بين النزعة الفردانية وهيمنة ناموس الجماعة»، وجاءت الورقة السادسة بعنوان «الفلسفة والعلم.. تفاعل وتدافع» للدكتور بناصر البعزاتي أستاذ فلسفة العلوم بجامعة محمد الهتمي بالرباط، واختتمت الجلسة بورقة سابعة حملت عنوان «السعادة عند الفارابي» للدكتورة يسرا غرامي مهندس دراسة في جامعة جان مولان ليون 3 بفرنسا.

6 أوراق بالجلسة الثانية
وضمت الجلسة الثانية 6 أوراق بحثية وأدارها د. ستيرلنج دنمارك، أستاذ مشارك في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وكانت الورقة الأولى بعنوان «التجديد في تدريس الفلسفة الكلاسيكية وعلاقتها بالحضارة الإسلامية» للدكتور مصطفى النشار أستاذ الفلسفة بكلية الآداب - جامعة القاهرة منذ عام 1997، ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية وأمين اللجنة العلمية الدائمة لترقية أساتذة الفلسفة بمصر وأمين لجنة الفلسفة والاجتماع والأنثروبولوجيا بالمجلس الأعلى للثقافة. وورقة ثانية بعنوان: المكون الجمالي للأخلاق العرفانية للدكتور أحمد كازي أستاذ التعليم العالي بجامعة أبوشعيب الدكالي. وجاءت الورقة الثالثة بعنوان «القيم والتشريع بين الفصل والوصل: مقاربة لفلسفة الحق في السياق الإسلامي» للدكتور جمال الدين بن عبدالجليل، أستاذ التعليم العالي بجامعة فيينا النمسا. أما الورقة الرابعة فكانت بعنوان «آخرية الضيافة: دراسة فينومينولوجيا لعلاقة الذات بالآخر» للدكتور عبدالله المطيري أستاذ بجامعة الملك سعود ورئيس مجلس إدارة جمعية الفلسفة في السعودية. وحملت الورقة الخامسة عنوان «الذكاء الاصطناعي ومستقبل القيم الإنسانية» للدكتور محمد حسن حماد أستاذ بكلية الفلسفة بجامعة بنها في مصر. أما الورقة السادسة فكانت بعنوان: «الفلسفة والأخلاق في معترك الشر: حنة آراندت والمشكلة الأخلاقية» للدكتور نبيل فازينو أستاذ وباحث متخصص في مجال الفلسفة السياسية والدراسات الاستشراقية بجامعة الملك الحسن الثاني في المغرب.

3 أوراق الجلسة الثالثة
واشتملت الجلسة الثالثة على 3 أوراق بحثية قدم المتحدثين فيها الدكتور سعيد علي عبيد أستاذ الفلسفة المشارك في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وجاءت الورقة الأولى بعنوان «الفلسفة والتسامح» للدكتور عبدالله السيد ولد اباه أستاذ في قسم الفلسفة والعلوم الاجتماعية، بجامعة نواكشوط، وحملت الورقة الثانية عنوان «البعد الأخلاقي في القراءات القرآنية» للدكتور محمد صالحين أستاذ في جامعة المنيا بمصر، وأما الورقة الثالثة فجاءت بعنوان «خلق الرجل الآلي: آفاق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» للدكتور سعيد بنتاجر أستاذ مؤهل قسم الفلسفة كلية الآداب والعلوم الإنسانية - بنمسيك جامعة الحسن الثاني بالمغرب.

هموم أربعة
وذكر الدكتور رضوان السيد عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في ورقته البحثية هموماً أربعة من زاوية الاتجاهات المعاصرة في فلسفة الدين وهي هموم عربية إسلامية، وهذه الهموم الأربعة هي: خطاب المواطنة والكرامة وخطاب القيم والأخلاق والتجارب الدينية وعودة الدين.

لا فلسفة من دون أخلاق
وفي تقديمه قال الدكتور فريدريك معتوق مقدم الجلسة الأولى إنه لا فلسفة من دون أخلاق ولا أخلاق من دون فلسفة، مشيراً إلى أنه يمكن أن يحدث تداخل في الأوراق البحثية بين مجالي الفلسفة والأخلاق. ولكن ميزة هذا الإبحار البحثي الذي يتطلب مهارات بحثية عميقة أنه سينقلنا بين مجالين، الأول مجال الفلسفة ويتعلق بالأفكار ومجال الأخلاق وهذا يرتبط بالواقع المعيش، وأكد أنه رغم أن التداخل توجد فيه إشكالية إلا أنه في الوقت نفسه يعد شيقاً معرفياً.