هويدا الحسن (العين)

استضافت جامعة الإمارات، ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب في دورته الحالية، ندوة بعنوان «الرواية بين أسس الصناعة والإبداع»، تحدث فيها كل من الدكتور عبدالدائم السلامي أستاذ مشارك بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ودكتور نزار القبيلات الأستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وأدار الحوار الروائي جمال مطر.

 

تحدث الدكتور السلامي عن الفرق بين الرواية العالمية، والرواية العربية، قائلاً: الرواية العالمية تأتي أولاً ثم يتم وضع منهج ينسب لها وهو عكس ما يحدث في الرواية العربية، التي تكتب وفقاً لمنهج روائي أو تيار سابق لها، وهي غالباً ما تكتب وفقاً لتصور سابق لأعمال أخرى، وضرب مثالاً بالرواية التونسية التي تحاكي في أغلبها الرواية الفرنسية وتتأثر بها، وأضاف أن إبداع الرواية هو محاكاة للواقع، ولكن كما قال أرسطو فإن المحاكاة لا تكتمل إلا بالإضافة، وهذا هو جوهر الإبداع، واستطرد: إبداع الرواية يعتمد على البناء ولغة السرد وهما ما يضيفان سمة مميزة، فالكتابة الروائية فعل إبداعي تستثمر الواقع، لكنها تضيف إليه ليتحول إلى عمل إبداعي يعبر عن مبدعه.

ماهية الأدب  
تحدث الدكتور نزار القبيلات عن ماهية الأدب كونه الفضاء الموازي الذي يتحقق من خلال الكاتب الروائي، ويعبر عن رؤيته لتفاصيل الحياة المختلفة، وأشار القبيلات إلى أن بعض الروايات تكون عبارة عن حكاية موجودة وتتم إعادة صياغتها بشكل جديد، لكنها لا تضيف شيئا للقارئ، أما الرواية الناجحة فهي التي تجعلك جزءاً منها وتمنحك فرصة أخرى لتعيش أحداثاً خيالية من صنع الروائي، كما تمنحك فرصة للإجابة عن أسئلتك الوجودية وتعيد تشكيل وعيك وتكوينك. وأضاف: ميل بعض الكتاب إلى السرد معتمداً على جماليات اللغة فقط هو مأزق يقع فيه بعض الروائيين، لكنه لا يقدم إبداعاً حقيقياً. وعقب الروائي جمال مطر متسائلاً عن رأي ضيفيه في لجوء الروائي للتاريخ، وهل هذا اللجوء سببه أن الكاتب لا يملك حكايته الخاصة، ويريد أن يبني تلك الحكاية على أحداث التاريخ أم ماذا؟
أجاب الدكتور عبدالدائم السلامي، أن لجوء الروائي للأحداث التاريخية عادة يكون لاستدعاء الماضي ونقد أحداثه وتحليلها وفقاً لمعطيات الحاضر، وهناك كتاب آخرون يستدعون أحداثاً تاريخية لإلقاء الضوء عليها بعد أن أهملها المؤرخون، كما فعل جمال الغيطاني في روايته «الزيني بركات»، وفي أحيان أخرى يلجأ الكاتب للأحداث التاريخية لمحاسبة التاريخ أو الواقع المعاصر.

استكشاف الموهبة
الدكتور نزار القبيلات، أكد على أن الرواية التاريخية مجازية لا تلتزم بالوقائع التاريخية، لكنها تحرفها وتخلق أحداثها، ربما للإجابة عن العديد من الأسئلة التي تجاوزها المؤرخ.
وعن الكتابة الإبداعية وهل هي موهبة فطرية أم يمكن اكتسابها وتعلمها؟ قال القبيلات: إن حكايات الجدات أو الحكايات الشعبية هي اللبنة الأولى لحب القصص واستكشاف الموهبة، ولكن هذا ما يمنع أن الفنون المختلفة، بما فيها الشعر والقصة، من الممكن تعلمها واكتساب مهاراتها عن طريق ورش الكتابة الإبداعية التي تعلم مهارات الكتابة، في حين رأى السلامي أن من يملك الحكاية يملك العالم والرواية نوع من السردية تنهض على الحكاية.