سعد عبد الراضي (العين)
استضافت قلعة المويجعي ضمن فعاليات «مهرجان العين للكتاب 2022، الأمسية الثانية لبرنامج «الكلمة المغناة»، التي تحتفي برموز الشعر النبطي وإرثهم من القصائد المغناة الخالدة، وتناولت الأمسية قصائد الشاعر الإماراتي الراحل محمد سلطان الدرمكي، لتحمل الجلسة عنواناً من أهم قصائده المغناة «يوم مخير ضحاه».
شارك في الأمسية كل من المخرج ياسر النيادي، وسعود محمد الدرمكي، والباحث فهد المعمري، والمطرب خالد محمد، والإعلامي عيضة بن مسعود، الذي أدار الجلسة الافتتاحية للأمسية، التي حظيت بحضور كبير على أنغام موسيقى القوات المسلحة التي رحبت بالضيوف على إيقاع الطبول العسكرية، وعزفت النشيد الوطني الإماراتي ومجموعة من المقطوعات الوطنية.
واستهل الأمسية الباحث الإماراتي في التراث والشعر فهد المعمري، بسرد سيرة الشاعر الإماراتي الراحل محمد سلطان الدرمكي الملقب بفارس القوافي، الذي ولد عام 1940 في مدينة العين، مستعرضاً تجربته الإبداعية التي أسست لنهضة وازدهار الشعر النبطي ونشره عبر نطاق واسع في الإمارات، في الثمانينيات من القرن الماضي. وأضاف أن الشاعر الراحل عمل جاهداً على زيادة ألق الشعر وتألقه في تلك الفترة الزمنية، وأبدعت موهبته التي استشفها من طبيعة الحياة الإنسانية في مدينته العين التي ساهمت في إثراء كلماته، وقد أصبح لها حضور قوي في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.
حراك نابض
وأشار المعمري إلى أن الاهتمام الذي حظي به الشعر في تلك الفترة من قبل الإذاعات والتلفزيون المحلي في الدولة، من خلال الاحتفالات الوطنية التي ساعدت في انتعاش الحراك الشعري النابض، سهل الطريق لقصائد الدرمكي لتتحول إلى قصائد مغناة، وكان من أهم الداعمين للفنانين والموسيقيين الشباب الذين أعجبوا بقصائده وقدموها بأصواتهم فحققت نجاحات كبيرة. ومن المطربين الذين تغنوا بقصائد الدرمكي: ميحد حمد، علي بن روغة، مروان الخطيب، عبدالمنعم العامري، شهاب حمد، ليلى علي، عبيد الشامسي، وآخرون.
ومن أهم قصائد الشاعر الراحل المغناة، قصيدة «شرت عيل بصلايف.. لي هيضني هواه»، التي غناها النجم الإماراتي ميحد حمد، وحفزت هذه القصيدة الشاعرة الإماراتية عوشة بنت خليفة السويدي الملقبة بـ«فتاة العرب» لتكتب قصيدة ترد فيها على الدرمكي بعنوان «برقي روس الشرايف»، وقام بغنائها الفنان علي بن روغة لتضرب هذه المجاراة رقماً قياسياً في انتشار القصيدتين على مستوى الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.
شاعر العين
وجاءت قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مجاراة الشاعر الراحل محمد الدرمكي و«فتاة العرب»، وهي قصيدة على الوزن نفسه، تقول كلماتها: «دق العود بتقايف.. يا ميحد للوصاه» التي قام بغنائها الفنان ميحد حمد.
فيما تغنى المطرب الإماراتي خالد محمد، خلال الأمسية، بمجموعة من قصائد الشاعر محمد سلطان الدرمكي.
وتحدث سعود محمد الدرمكي ابن الشاعر الراحل عن مسيرة والده في الشعر، والمحاورات التي كانت بينه وبين شعراء الوطن ومع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأضاف أن والده كان مقرباً من المغفور له الشيخ زايد، ويرافقه في رحلات القنص، كما وصفه بأنه شاعر العين الكبير والقدير، كونه مثقفاً ولبقاً في حديثه، ويتمتع ببعد النظر والحضور الذهني، والقدرة على قول الشعر بسرعة قياسية.