سعد عبد الراضي وهويدا الحسن (العين) 

استضاف بيت محمد بن خليفة بمدينة العين، بحضور جمهور كبير من المهتمين بالفن والثقافة من داخل وخارج دولة الإمارات، ثلاث أمسيات ناقشت موضوعات ثقافية واجتماعية مختلفة، وذلك ضمن فعاليات «مهرجان العين للكتاب 2022» الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، في الفترة من 14 إلى 20 نوفمبر الجاري، تحت شعار «العين أوسع لك من الدار». 
وشارك في الأمسية الأولى التي أقيمت بعنوان «كلّ وقت وله أذان» العازف والباحث في علم النغم مصطفى سعيد، حيث تناول تاريخ تطور أساليب المؤذنين في العواصم الإسلامية المختلفة، وشرح العلاقة بين الأذان والنغم، مشيراً إلى اتجاه بعض الأساليب التاريخية المتطورة للأذان للاندثار من عواصم عربية كبرى كالقاهرة ومدن الشام، وقد أدار الندوة الكاتب والروائي المصري، وليد علاء الدين.
وفي أمسية بعنوان «أمومة اختيارية» أدارتها الدكتورة بروين حبيب، الناقدة والإعلامية البحرينية، استعرضت الدكتورة عائشة البوسميط تجربتها الاجتماعية في الاحتضان، حيث أكدت أن عدم زواج المرأة أو إنجابها لا يعني بالضرورة حرمانها من ممارسة أمومتها مع أطفال آخرين، تستطيع أن توفر لهم الدفء الأسري، من خلال احتضان الأطفال الذين يفتقدون لوجود الأسر، وهو ما يسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي، مشيرة إلى أن الاحتضان تترتب عليه مسؤوليات لا تقل عن مسؤولية الأمومة البيولوجية من حيث ضرورة الاعتناء بكل تفاصيل التربية للطفل المحتضن باعتباره أمانة يجب أن يلتزم بها من اختار احتضان أحد الأطفال.
وأشارت الدكتورة عائشة البوسميط إلى التطور الكبير الذي حققته دولة الإمارات في مجال القوانين المتعلقة بالاحتضان، وهو ما أسهم في إحداث تطور مجتمعي يتقبل هذه الفكرة، موضحة أنها تسعى لنشر التوعية داخل المجتمع الإماراتي بأهمية الاحتضان بين جميع الأسر، وليس فقط بين من حُرِم من الإنجاب لسبب أو لآخر.

نماذج نسائية مضيئة
وسلطت الأمسية الثالثة الضوء على النماذج النسائية المضيئة والمشرفة لإماراتيات قدمن تجاربهن الناجحة في خدمة المجتمع، حيث استضاف بيت محمد بن خليفة كلاً من فتحية النظاري، وهي من أوائل النساء المتطوعات في دولة الإمارات، والدكتورة شيرين الزعابي، الطبيبة الاستشارية، وشيخة الزعابي، التي تعمل برتبة رائد في شرطة أبوظبي.
وفي الحوار الذي أدارته الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، قالت فتحية النظاري إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، أسسا لنهج العمل التطوعي، ولتمكين المرأة من المشاركة في كل مجالاته سواء داخل أو خارج دولة الإمارات. واستعرضت النظاري العديد من الجهود التي بذلتها دولة الإمارات خلال جائحة كورونا لمساعدة المحتاجين والمرضى، داخلياً وخارجياً، فضلاً عن جهود الإمارات الإغاثية في العديد من دول العالم.

استجابة سريعة
أشارت الدكتورة شيرين الزعابي، إلى الاستجابة السريعة التي تفاعلت بها الإمارات مع جائحة «كوفيد-19»، مؤكدة أن الكوادر الطبية واصلت الليل بالنهار لمواجهة الجائحة وتقديم الخدمة الطبية لجميع المصابين، وكان ذلك سبباً في مواجهة كل العقبات ونشر التوعية بأعراض المرض وطرق الوقاية منه، وهو ما مكن الإمارات من تجاوز الجائحة بأقل عدد من الخسائر.
بينما تناولت شيخة الزعابي، التي تشغل رتبة رائد في شرطة أبوظبي، الحديث عن تمكين المرأة في مختلف المجالات، موضحة أن المرأة الإماراتية باتت تعمل في مختلف دوائر الشرطة، وتتلقى تدريباً متميزاً، مشيدة بحرص القيادة الرشيدة على دعم المرأة، وهو ما جعلها تتقاسم المنافسة مع زملائها الرجال في كل المجالات.