الشارقة (الاتحاد)

أكد الفنان المصري كريم عبدالعزيز أن وجوده في معرض الشارقة الدولي للكتاب فرصة للاطلاع على واحد من أبرز الإنجازات الثقافية العالمية، لافتاً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية هما بمثابة بلد واحد، وأنه يشعر في زيارته للإمارة بأنه لم يغادر بلده من روعة الحفاوة والترحاب الذي وجده من الشعب الإماراتي، الذي وصفه بأنه شعب مضياف وذو خصال عربية أصيلة.
جاء ذلك في جلسة «كواليس صناعة الفيل الأزرق»، التي استضافت الفنان كريم عبدالعزيز والكاتب أحمد مراد، ضمن فعاليات الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث عكست للجمهور حجم التحديات والفرص التي حملها فيلم «الفيل الأزرق»، الذي حقق حضوراً جماهيرياً كبيراً بجزأيه الأول والثاني، ابتداء من فكرته كرواية على الورق، وحتى عرضه أمام الجمهور.
ومع استعداد كاتبه لخوض تجربة الجزء الثالث، يترقب جمهور السينما المصير المفتوح الذي وضعه الجزء الثاني ليحيى راشد، شخصية الفيلم الرئيسية التي تعاطف الجمهور معها رغم الغموض والسلبية التي أحاطت بها.
وفي الجلسة التي أدارتها الإعلامية ندى الشيباني، أجمع الفنان كريم عبدالعزيز والكاتب أحمد مراد على أن الجمهور هم الأبطال الحقيقيون لفيلم «الفيل الأزرق»، حيث أثبت فعلاً أنه الجمهور ذواق للإبداع الراقي، خاصة مع الظروف التي أحاطت بعرض الفيلم، وشكلت تحدياً لصناعه، إذ جاء العرض في فترة العيد، التي اعتاد الجمهور فيها على الأفلام الاجتماعية أو الترفيهية، ولم يعتد على نوعية فيلم «الفيل الأزرق»، ما جعل من ذلك تحدياً كبيراً أمام فريق العمل.
واعتبر كريم أن قراره بتمثيل دور «يحيى راشد» بطل الفيلم كان من أهم قرارات حياته، مشيراً إلى أن تحويل الروايات إلى أفلام يعد تجارب عريقة في عالم الرواية والسينما، ومع ذلك فإن «الفيل الأزرق» مثّل تحدياً كبيراً، لأنه يختلف عن الرواية الاجتماعية، إذ يخوض في عوالم بعيدة عن الطبيعة، وتتجاذبها الآراء والمعتقدات.
ولفت كريم إلى أنه انبهر بـ«يحيى راشد»، بطل الفيلم، على رغم الإشكالات والسلبيات التي تحيط به، وأن أداء الفنان لمثل هذه الشخصية يمثل تحدياً كبيراً بسبب التناقضات والصعوبات التي يواجهها، كما أنه مختلف عن البطل الذي تعوّد عليه الجمهور، وهذا ما شكل تحدياً آخر في تقبل الجمهور ليحيى وتعاطفهم معه رغم سلبياته، وهو ما وضعه أمام مسؤولية العودة إلى الأطباء لدراسة الشخصية حتى يتعرف إلى عوالمها وطريقة تفكيرها.
وبدوره، أكد أحمد مراد أنه كتب رواية «الفيل الأزرق» بكل حرية، ولم يكن يتطلع إلى تحويله للسينما، وقد كانت فكرة تحويله بمحض المصادفة، مشيراً إلى أن من الصعوبة بمكان في فيلم مثل «الفيل الأزرق» تحويل المشاعر المكتوبة إلى شكل بصري، مع ما تتطلبه من معالجة درامية تؤثر في المشاهد.
وأوضح مراد أن نجاح الفيلم، والنهاية المفتوحة لبطله «يحيى راشد» دفعت صناعه بقوة إلى الحديث عن كتابة وإنتاج جزء ثالث للفيلم، مؤكداً أن فكرة توليد جزء ثالث دارت من خلال مراسلات بينه وبين كريم عبدالعزيز ومخرج الفيلم مروان حامد، لرسم صورة مبدئية حوله.