سعد عبد الراضي (أبواظبي)

واصل المؤتمر العربي الثالث والثلاثون للمكتبات والمعلومات الذي يستضيفه الأرشيف والمكتبة الوطنية لمدة ثلاثة أيام في أبوظبي فعالياته أمس لليوم الثاني، حيث نظمت العديد من الفعاليات والجلسات العلمية الثرية التي غطت جوانب عديدة ومضامين مهمة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكل ما يتعلق بالمكتبات والمعلومات.
وتشارك دولة الكويت في المؤتمر بدراسة ميدانية عن دور مؤسسات المعلومات في دعم وتحقيق رؤية دولة الكويت للتنمية الوطنية، وكذلك متاحف دولة الكويت ودورها التكاملي كأداة تعليم حديثة.
وقال كامل العبد الجليل، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة في الكويت: «يعدّ مؤتمر الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات في نسخة هذا العام متميزاً ومتفرداً عن الدورات السابقة؛ إذ يمثل تظاهرة علمية ومهنية وثقافية متخصصة، وبرنامجه حافل بالأوراق العلمية والبحثية، وفيه حضور كثيف يتقدمهم رئيسة الاتحاد العالمي للمكتبات والمعلومات باربرا ليسون، وعبد الله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإمارات، والدكتور حسن السريحي، رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، والدكتور فيصل التميمي، رئيس الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف».
وأضاف العبد الجليل: «لعلّ اللافت في هذا المؤتمر أن المشاركين فيه يبحثون مجالات التعاون والتنسيق والتكامل العربي، ويعملون على تشجيع المبادرات الأهلية، وعلى ربط دور المكتبات الوطنية ومراكز المعلومات مع خطط وبرامج التنمية الشاملة المستدامة، ويناقشون مدى أهمية الأرشفة والمكتبات الرقمية في حفظ التراث والإنتاج الفكري، وتأثير دور مؤسسات المعلومات والمكتبات في بناء الثقافة المجتمعية العامة، ويركز المؤتمر على إدارة اقتصاد المعرفة والحوكمة وتطبيق معايير ومواصفات الجودة المكتبية والحوسبة السحابية في حفظ ذاكرة الوطن».
وقال عبدالله الهنائي، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات لـ «الاتحاد»: «سعدت بالمشاركة في هذا المؤتمر كوني أحد أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات».
وتابع: «أشارك بورقة علمية عن تعزيز الوعي المعلوماتي، وسعدت بالمشاركة الفعالة من مختلف دول الخليج والوطن العربي والعديد من دول العالم، كما أشيد بالمضامين التي تناقشها الجلسات العالمية لكونها تشمل جميع الجوانب التي تخص المكتبات والمعلومات، وتلبي احتياجات جميع التخصصات المرتبطة بالشأن المكتبي والمعلوماتي».

جلسات اليوم الأول 
شهد اليوم الأول سبع جلسات علمية، شارك فيها حوالي 60 باحثاً وخبيراً ومسؤولاً في شؤون المكتبات والأرشيفات والمتاحف، حيث ناقشت الجلسة العلمية الأولى التي أدارها الدكتور محمد فتحي عبد الهادي، محاور عدة هي: ربط علم الإنطولوجيا ودوره في دعم تكامل النظم، خاصة نظم الاسترجاع، ودور المنظومة في أرشفة المحتوى العلمي العربي، ومبادرة التكامل بين المكتبات ودور الأرشيف والمتاحف في الفهرس العربي الموحد، والقلب النابض للمكتبات: تمكين المكتبيين بالتقنية لتحقيق مبادراتهم في خدمة المجتمع.
أما الجلسة العلمية الثانية التي أدارها الدكتور عيسى يوسف، فقد تضمنت ورقة عمل عن «برامج التعاون في قطاع المعلومات بين المؤسسات العُمانية: دراسة العوامل المحفزة والمعيقة للتعاون»، وفيها استعرض الدكتور نبهان بن حارث الحراصي مجموعة من المشروعات التعاونية الناجحة على المستوى الوطني في سلطنة عُمان، والعوامل المساعدة على هذا النجاح، وفي بحثه «دور مؤسسات المعلومات في دعم وتحقيق رؤية دولة الكويت للتنمية الوطنية: دراسة ميدانية»، عرّف الباحث مبارك سيف الهاجري بمقومات التنمية في مؤسسات المعلومات الكويتية، وبالأدوار التي تقوم بها مؤسسات المعلومات الكويتية في دعم برامج الدولة للتنمية والمعرفة، وأهم المتطلبات اللازمة لنجاح دعم التنمية الوطنية في مؤسسات المعلومات الكويتية. كما شملت الجلسة  بحثاً بعنوان: «دور مؤسسات المعلومات في دعم تنفيذ التنمية الخمسية العاشرة (2025-2021) في سلطنة عُمان: المركز الوطني للإحصاء والمعلومات نموذجاً».
وفي الجلسة العلمية الثالثة التي أدارها الدكتور ربحي عليان، جاءت ورقة الدكتور عبد الرزاق مقدمي عن «الأرشفة الرقمية في خدمة البحث العلمي: دراسة حالة للوثائق العلمية والبحثية للقطب التكنولوجي ببرج السدرية بتونس»، وقد سلطت الضوء على مساهمة الأرشفة الرقمية في تعزيز البحث العلمي من خلال تنظيم وتصنيف وحفظ «أرشيفات العلوم والبحث» التي تمثل ركيزة أساسية في تطوير البحث العلمي والابتكار في جميع المجالات.
واحتوت الجلسة أيضاً على ورقة بعنوان: «رقمنة الصحف الإيطالية الصادرة في مصر في الفترة من 1845-1940: استراتيجيات الضبط والحفظ والإتاحة». وحفلت الجلسة أيضاً ببحث عن «تفعيل دور التقنيات الرقمية لحفظ التراث والإنتاج الفكري الوطني بمكتبة الكويت الوطنية»، وقد أوصت الدراسة التي تناولتها ورقة العمل التي جاءت بعنوان: «نظم إدارة وإتاحة المحتوى الرقمي للمكتبات والأرشيفات والمتاحف الوطنية» بتعزيز إتاحة المحتوى الرقمي عبر النظم بما لا يتنافى مع الخصوصية للدولة المعنية.

تكامل المتاحف الوطنية
في الجلسة العلمية الرابعة التي أدارها كامل العبد الجليل، تمت مناقشة الأوراق التالية: «دور أقسام المكتبات العربية في دعم تكامل المتاحف الوطنية مع مؤسسات المعلومات في المستقبل: دراسة لتطوير مقرر دراسي لقسم المكتبات والمعلومات بجامعة الإسكندرية»، و«الشبكات التعاونية بين مكتبات المعاهد الوطنية للتكوين العالي شبه الطبي بالشرق الجزائري: مقومات الإنشاء ورهانات التنفيذ»، و«المكتبات الوطنية ودورها نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة: المكتبات الوطنية في دول الخليج العربي نموذجاً»، و«تأثير سلوكيات واحتياجات المستخدمين البحثية على تصميم مواقع معلومات المكتبات الوطنية».
وناقشت الجلسة العلمية الخامسة التي أدارتها الدكتورة أماني السلمي، القضايا التالية: «المكتبات الوطنية في أوقات الأزمات: دراسة حالة للمكتبة الوطنية الفلسطينية» و«خدمات الأرشيفات الوطنية وآليات تسويقها: المركز الوطني للوثائق والمحفوظات نموذجاً»، و«دور الأرشيفات ومراكز الوثائق والمتاحف الوطنية بالسودان في ظل التقنيات الذكية (رؤية
مستقبلية)»، وجاء آخر البحوث عن «تأثير مؤسسات المعلومات السعودية في بناء ثقافة داعمة لرؤية 2030 وتحقيق التنمية الوطنية».
وفي الجلسة العلمية السادسة تمت مناقشة البحوث التالية: «السياسة الوطنية للمعلومات: النظام الوطني للمعلومات في ليبيا»، و«دور هيئة التوثيق وتقانة المعلومات - المركز القومي للبحوث في دعم وتطوير خطط المشاريع التنموية والبحثية في السودان»، و«واقع قياس تطبيق مواصفة إدارة المعرفة آيزو 30401 في المؤسسات الخيرية بالمملكة العربية السعودية: دراسة حالة»، و«دور الحوكمة الإلكترونية في تحقيق التكامل بين مؤسسات المعلومات الوطنية: المكتبات والمتاحف والأرشيف».

التحول الرقمي
أما الجلسة العلمية السابعة التي أدارتها الدكتور فاتن بامفلح، وهي آخر الجلسات في اليوم الأول؛ فقد احتوت على الأوراق البحثية التالية: «إلمام العاملين في مراكز الوثائق والمحفوظات بالأجهزة الحكومية السعودية بالتقنيات الناشئة: دراسة وصفية»، و«الحوسبة السحابية ووعي مديري السجلات بتطبيقاتها في إدارة الوثائق في سلطنة عُمان»، و«تحديات المكتبة الوطنية السودانية نحو التحول الرقمي وتبني اقتصاد المعرفة»، و«جاهزية مؤسسات المعلومات والمعرفة الوطنية لتبني التقنيات الناشئة في تقديم خدمات المعلومات: مكتبة المتحف العمومي الوطني».  
هذا وقد صاحبَ المؤتمر معرض شاركت فيه كبريات المؤسسات الثقافية، مثل: جامع الشيخ زايد الكبير، ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، والمركز الوطني للوثائق والمحفوظات، وكل من شركة نسيج والزاد، والمنظومة وكلاريفيت وغيرها.