فرانكفورت (الاتحاد)
عقدت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جلستين حواريتين ضمن سلسلة «حوارات المعرفة 2022» بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الشريك المعرفي، وذلك خلال اليوم الأول من مشاركتها في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2022 المقام في الفترة بين 19 و23 أكتوبر الجاري تحت عنوان «الكلمات تربط العالم» بمشاركة 7500 عارض من 100 دولة حول العالم.
وتمثل «حوارات المعرفة 2022» مجموعة من الندوات المعرفية النقاشية الهادفة إلى بحث أهم القضايا المعرفية الراهنة وتسليط الضوء على الفرص غير المستغلة بحضور ومشاركة خبراء المعرفة وصناع السياسات والعلماء والمفكرين والأكاديميين من معظم أنحاء العالم، ليقدموا مجموعة من الأفكار المبتكرة والتجارب حول الموضوعات ذات التأثيرات العالمية في سبيل بناء مسارات للتبادل المعرفي.

الدبلوماسية الاقتصادية
وأقيمت الجلسة الأولى بعنوان «الدبلوماسية الاقتصادية في عالم مجزّأ»، بمشاركة عبده مدلج - الملحق الاقتصادي، السفارة اللبنانية لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، وحاوره أنطوني فاخوري، محلل للمشاريع والأبحاث في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وناقشت الجلسة أهمية دور الدبلوماسية الاقتصادية في دعم علاقات التعاون الاقتصادي بين دول العالم.
وأوضح مدلج أن الدبلوماسية الاقتصادية هي صنع القرار في القضايا الأساسية التي تؤثر على العلاقات الاقتصادية الدولية، وتساهم في تعزيز العلاقات الدولية وتحفيز البيئة الاقتصادية عبر دعم علاقات التعاون الاقتصادي بين دول العالم وتعزيز المكانة المحلية للسوق في الأوساط الدولية، والترويج للمنتجات الوطنية وفتح أسواق جديدة للصادرات في الخارج.
وأشار مدلج إلى أن العالم المجزأ يعني أنه لا يمكن لقوة واحدة أن تهيمن على العالم، وأن مصادر القوى لم تعد مركزة ومحصورة ضمن دولة واحدة، الأمر الذي أدَّى إلى وجود ترابط وتواصل وتعاون بين الدول لتتشارك تلك القوى، وأن هناك بعض الجهات الدولية التي تلعب دوراً مهماً في خلق البيئة الآمنة للتعاون الدولي على مستوى العالم.
وأكد مدلج أن من أهم أهداف الدبلوماسية الاقتصادية تفعيل قنوات الاتصال وأطر التعاون مع الدول الأخرى في سبيل خدمة الاقتصاد لتحفيز التجارة وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية ومتعددة الأطراف ودعم النمو الاقتصادي المستدام، وذلك عبر عقد الاتفاقيات التجارية وجذب الاستثمارات المباشرة والترويج للمشاريع التنموية الكبرى التي تسهم في تعزيز البيئة الاقتصادية والبنية الاستثمارية والتجارية بشكل عام. واختتم مدلج بالتأكيد على ضرورة توافر العلاقة الإيجابية بين القطاعين العام والخاص للتأثير بشكل إيجابي على جودة الحياة بشكل عام وجودة الاقتصاد بشكل خاص في أي مكان من العالم.

التعليم والجاهزية 
وعُقدت الجلسة الثانية بعنوان: «تحويل التعليم لضمان جاهزية القوى العاملة للمستقبل» بمشاركة جانينا بيلنر - نائب أول للرئيس لخدمات التعليم وحلول القوى العاملة، خدمات العملاء، سيمنز هيلثنيرز، وتناولت أهمية التعليم وتطوير ثقافة التعلّم في بيئة العمل وتوفير بيئة تعليمية للقوى العاملة.
وأوضحت بيلنر أن حوالي 604 ملايين شخص في العالم سيتخطى عمرهم حاجز الـ65 عاماً قريباً، مما يطرح مشكلة قلة المحترفين المهنيين في العالم، مؤكدة أن من المهم عدم التوقف عن التعلّم، فالإنسان يحتاج إلى تطوير معارفه بشكل دائم مهما تقدم في العمر.
وأشارت بيلنر إلى ضرورة توظيف العمل الهجين القائم على دمج التكنولوجيا الحديثة لتطوير العملية التدريبية بشكل أكبر للقوى العاملة، وأنه من الضروري تعزيز ثقافة التعلّم في بيئة العمل ليتمكن الموظف من تطوير نفسه، واستثمار قدراته المعرفية في تطوير العمل.
ولفتت بيلنر إلى أن جائحة «كوفيد-19» كان لها تأثير كبير على العملية التعليمية في بيئة العمل، والتي فرضت إتاحة فرص جديدة من خلال الواقع الافتراضي، وأن من الأفضل دمج الجانبين الواقعي والافتراضي للوصول إلى أفضل السبل التعليمية والتدريبية.

آفاق الترجمة
وإلى جانب حوارات المعرفة، نظمت مؤسَّسة محمد بن راشد للمعرفة خلال اليوم الأول من المعرض ندوتين حواريتين استعرضت في الأولى مركز المعرفة الرقمي الذي يعدُّ منصة وبيئة عمل متكاملة تتسم بالاستمرارية لإتاحة الوصول إلى مصادر المعلومات الرقمية والمحتوى المعرفي، إضافةً إلى ندوة حوارية ثانية حول الترجمة تحت عنوان «آفاق الترجمة العلمية إلى اللغة العربية - بحثاً عن العصر الذهبي».