الشارقة (الاتحاد)
أكد المتحدثون في جلسة «دور المعجم التاريخي في التواصل الحضاري» التي شارك بها مجمع اللغة العربية بالشارقة ضمن فعاليات «أيام الشارقة الأدبية» في البرتغال والتي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، أن المعجم التاريخي للغة العربية سيكون أحد أكبر مراجع تعزيز التواصل الحضاري بين العرب والأمم كافة، من خلال منهجه العلمي الرائد في تتبع تاريخ الألفاظ، واكتشاف جذورها وارتباطاتها بالثقافات القديمة واللغات الأخرى.
وتحدث في الجلسة كل من الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لـ«مجمع اللغة العربية بالشارقة»، والدكتور عبدالفتاح الحجمري، مسؤول مكتب تنسيق التعريب بالرباط، اللذين أكدا الدور الرائد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم علاقات التواصل الثقافي بين إمارة الشارقة والمراكز الأكاديمية والثقافية العالمية، والتي تعد جامعة كويمبرا من أبرزها. وأكد المستغانمي أنّ المعجم التاريخي هو أعظم مشروع للغة العربية على مر التاريخ، وأن الفوائد التي يشتمل عليها المعجم في البحث عن العلاقات بين ألفاظ اللغة العربية واللغات الأخرى، واكتشاف ما فيها من صلات وروابط، يجعل منه شاهداً على مساهمة لغة الضاد في التعارف بين الأمم والحضارات، إذ يؤرخ للهجات السامية التي استقت أصولها من العربية واستقلت بضروب من التغيير في بعض الجوانب البنيوية والتراكيب عبر الزمن.
وأشار المستغانمي إلى واحد من عناصر مساهمة المعجم في التواصل الحضاري بين ثقافات العالم، وهو عنايته بالألفاظ الأعجمية التي نطقت بها العرب على مناهجها وقواعدها، وأخضعتها لقياس اللغة العربية ونظامها.
معجم للعالم
بدوره، أكد الدكتور عبدالفتاح الحجمري أن المعجم التاريخي للغة العربية ليس للعرب فقط وإنما هو للعالم أجمع، وذلك لأن العربية على مر التاريخ لم يستخدمها العرب فقط، بل استخدمتها أقوام وحضارات في حياتها ودراساتها وعلومها.
وخلال الجلسات، قال الدكتور دلفين لياو، نائب مدير جامعة كويمبرا: «قبل أربع سنوات قدمت الجامعة شهادة الدكتوراه الفخرية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تقديراً لمجهوداته القيمة عالمياً في مجالات الثقافة والأدب والتواصل الحضاري. وما كان لافتاً لنا ذلك الوقت أن صاحب السمو حاكم الشارقة لم تكن الشهادة أكبر اهتماماته، وكان ما يؤكد عليه هو ضرورة التواصل الحضاري بين الجانبين والحوار والتبادل الثقافي والعلمي والأدبي».
وخلال النقاشات مع الحضور دعا البروفيسور خوسيه بيدرو، عميد كلية اللغات في جامعة كويمبرا، إلى دعم تدريس اللغة العربية في الجامعة، وأيضاً في مختلف الجامعات الأوروبية بوصفها لغة عالمية لا يمكن من دونها فهم التاريخ الحقيقي للمنطقة والعالم.