هويدا الحسن (العين)

ناقش مجلس شما محمد للفكر والمعرفة رواية «ترنيمة عيد الميلاد» للكاتب البريطاني الشهير تشارلز ديكنز، بحضور الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، حيث بدأت الندوة بحديث الشيخة د. شما وتقديم تجربتها مع زيارتها لبيت تشارلز ديكنز خلال تواجدها في لندن، وأشارت إلى خصوصية تجربة التعرف على المكان الذي شهد إبداعات الكاتب الشهير.
واستطردت بالحديث عن الرواية، قائلةً: منذ زمن بعيد قرأت قصته الأشهر «قصة مدينتين»، التي تعتبر من أفضل الروايات التي لامست موضوع الثورة الفرنسية وفترة التغير التي عاشتها أوروبا خلال تلك المرحلة المفصلية من تاريخها، واليوم أنتهي من قراءة «ترنيمة عيد الميلاد» لأستعيد مذاق «قصة مدينتين» السردي الناعم والمتصاعد بحبكة إبداعية رائعة.
وأضافت: رواية «ترنيمة عيد الميلاد» هي ترنيمة للإنسانية يقف فيها ديكنز من خلال شخصيته الرئيسية في الرواية سكروج على الحد الفاصل بين الخير والشر داخل النفس البشرية، وهو يرسم لنا حقيقة أنه ليس هناك مطلق ولا ثابت في قناعات ومفاهيم الإنسان، وقد توقفت كثيراً عند مفهوم التغير الذي يمكن أن يحدث في حياتنا، ولحظة التنوير التي تضيء لنا الرؤية، كما كانت مع زيارة روح مارلي ليمهد الطريق لبداية احتراق جدار الشر في نفس سكروج مع رحلة تطهير عبر زيارات الأرواح الثلاثة الأخرى، لتزيح الغطاء عن الماضي، لتظهر قناعة سكروج الفردية التي جعلته يخسر حبيبته، فعاشت حياة سعيدة بصورة حقيقية، وعاش هو سعادة زائفة غارقة في شغف مادي دون قيم روحية.
وتوقفت الشيخة د. شما عند عدة تساؤلات طرحتها للحوار مع العضوات حين قالت: وقفت عند مفهوم التحول من النقيض للنقيض، وتساءلت: هل حقاً هذا من الممكن أن يحدث على أرض الواقع؟ هل يمكن أن يحدث تغيير جذري في مفاهيم الإنسان؟ هل يمكن أن تتحول حياتنا في لحظة تنوير، فينهدم ميراث عميق من السلوكيات والمفاهيم؟ أم هي مثالية يصعب إدراكها في الواقع؟
وقد شاركت العضوات بمداخلات تمحورت حول شخصية سكروج والأشباح الثلاثة والرمزية التي حملها كل شبح، وقدمن رؤيتهن حول التساؤلات التي طرحتها الشيخة د. شما في سياق تعليقها على الرواية.