دبي (الاتحاد)

 نظَّمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة حلقة نقاشية افتراضية بعنوان «اللغة العربية والفضاء الافتراضي» ضمن فعاليات مبادرة «بالعربي» الرامية إلى تشجيع العرب على استخدام لغتهم الأم عبر الشبكة العنكبوتية وقنوات التواصل الاجتماعي، والإسهام في تنمية الدور المعرفي للغة العربية لدى المجتمع الدولي بشكل عام والمجتمع العربي بشكل خاص.
وناقشت محاور خاصة بوجود محتوى اللغة العربية في الفضاء الرقمي وإنتاجه وسبل تنميته وتطويره وانتشاره، وأبرز خصائصه والتحديات التي تواجهه، إضافة إلى مستقبل اللغة العربية وتوظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في نشر اللغة العربية ضمن الفضاء الرقمي. وأشار أحمد حسن يوسف، عميد كليّة تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسب بجامعة النيل، رئيس فرع مصر لمنظمة IEEE العالمية، إلى أنَّ اللغة العربيّة تتميَّز عن لغات العالم من حيث بلاغتها وتنوُّع خصائصها التي تشمل على سبيل المثال، علم البيان الذي يشمل الكناية والتشبيه والاستعارة، وعلم البديع، وعلم المعاني، وهو ما يشكِّل تحدياً كبيراً لمحللات النصوص، وقدرتها على فهم وتحويل هذه النصوص أو ترجمتها ونقلها إلى لغات العالم المختلفة. وأوضح يوسف أنَّ آليات دعم المحتوى العربي في الفضاء الرقمي تشمل التقنيات الجديدة مثل الترجمة الآلية والتعرُّف إلى الأصوات المسموعة وتحويلها إلى نصوص مقروءة، فضلاً عن تحويل النصوص المكتوبة باللغة العامية إلى اللغة الرسمية الفصحى. من جهته، أشار إبراهيم فتحي معوض، عميد كليّة علوم وهندسة الحاسب بجامعة المنصورة الجديدة، أستاذ الذكاء الاصطناعي بكليّة الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس، إلى أنَّ اللغة العربية تحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث الانتشار بعد الإنجليزية والصينية والإسبانية، وأنَّ نسبة انتشار المحتوى العربي ضمن الفضاء الرقمي ارتفعت مؤخراً من 1% إلى 5.7%، في حين تشكِّل اللغة الإنجليزية نحو 60% من المحتوى في الفضاء الرقمي. وأكَّد أنَّ أهمَّ التحديات التي تواجه انتشار اللغة العربيّة هو طبيعة وخصائص اللغة من حيث رسم وشكل الحروف والتشكيل والقواعد المتشعبة للغة العربية، وأنه يجب العمل على زيادة انتشار اللغة العربية من خلال دعم البحوث العلمية والاستثمار بشكل أكبر في البرمجيات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى حوسبة اللغة العربية لزيادة قدرة الحاسب الآلي في التعرُّف إلى أشكال ونوعية المحتوى العربي.