شعبان بلال (القاهرة) 

أعاد فوز الكاتب محمد النعاس بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية لعام 2022 عن روايته «خبز على طاولة الخال ميلاد» لفت الأنظار إلى الأدب الليبي بعد تراجعه لعقود، وتحدث النعاس لـ«الاتحاد» عن أوضاع الأدب الليبي وفرصته في العودة إلى خريطة الأدب العربي.
ويرى النعاس أن الأدب الليبي يخرج الآن من سطوة النظام السابق الذي سيطر لمدة أربعين عاماً على الكتابة والنشر في ليبيا، وهو ما أبعد الشباب عن المجال الأدبي والثقافي، مضيفاً أنه في الوقت الحالي أصبح من السهل على الشباب التعبير بحرية عن أفكارهم، كما عادت دور النشر الخاصة للعمل من جديد، ما يحفز المبدعين على الخروج بنصوص أدبية جديدة تعبر عن حقبة مستقبلية واعدة للأدب الليبي.

  • غلاف «خبز على طاولة الخال ميلاد»

وينفض الأدب الليبي حالياً الغبار عن سنوات من المظلومية والتهميش الممنهج، وجسد هذه الصحوة النعاس في روايته «خبز على طاولة الخال ميلاد»، عندما تحدث عن تعريف الرجولة من وجهة نظر مجتمع القرية الصغير والمنغلق على نفسه. وقال النعاس: إن الجوائز العالمية ليست غريبة على الأدب الليبي، فسبق ووصلت الكاتبة نجوى بن شتوان إلى قائمة البوكر العربية، كما فاز الكاتب هشام مطر بجائزة «بوليتزر» وهي من بين أكبر الجوائز الأدبية في العالم.
ويرفض الكاتب الشاب اعتبار أن روايته «خبز على طاولة الخال ميلاد» وضعت الأدب الليبي على الخريطة من جديد، مؤكداً أن كتابات الأديب الليبي إبراهيم الكوني هي من فعلت ذلك وجعلت الأدب الليبي يشار إليه بالبنان.
وعن سبب تسمية الرواية بهذا الاسم، يقول إنه يعود إلى حالة الإلهام التي تنتابه بعد كل مرة يدخل فيها إلى المطبخ ويقوم بالخبز، ولذلك جعل الشخصية الأساسية في الرواية وهي الخال ميلاد تحب الخبز أيضاً. وعن وجهة نظر شريحة من القراء ترى بأن الرواية تصف أوضاع المرأة الليبية عبر شخصية زينب صديقة الطفولة لبطل الرواية ميلاد، يوضح النعاس أنها وجهة نظر خاطئة، مؤكداً استحالة تجسيد شخصية المرأة الليبية بشكل عام في عمل أدبي، نظراً لتنوع ثقافات المرأة الليبية، حيث إنه لا يوجد قالب محدد يمكن وضع المرأة به. ويضيف أنه لم يقصد أبداً تجسيد المرأة أو العادات والتقاليد والأعراف في مجتمع القرية الليبي، لكنه أراد التعبير عن شريحة واحدة تتصف بأغلب صفات المرأة في لبيبا، سواء كانت تعيش في القرية أو المدينة. ويتابع: «لا يمكن الجزم بأن زينب هي نموذج للمرأة الليبية في العصر الحالي، فجميع الشخصيات خرجت من وحي خيالي ونبعت من قراءاتي لعلم الاجتماع وللمجتمع الذي نشأت به وأعيش فيه، فالتعايش اليومي مع الشخصيات نفسها يخلق حالة من الوعي بتفاصيلها وطريقة تفكيرها، ولهذا حاولت من خلال الرواية طرح الأسئلة عن القوالب الثابتة التي تضع تعريفاً واحداً للرجل والمرأة».