سعد عبد الراضي

شمسة حمد العبد الظاهري باحثة إماراتية في مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات، مهتمة بإعداد ونشر البحوث والدراسات المتعلقة بتراث وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل حالياً رئيس تحرير مجلة «تراث». أصدرتْ سبعة كتب تراثية صادرة عن مركز زايد للدراسات والبحوث، هي: «الأسلحة التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة»، و«الطريق إلى صناعة نفط أبوظبي»، و«العين مدينة التاريخ والحضارة»، و«البحر في تراث دولة الإمارات العربية المتحدة»، و«ليوا عبر التاريخ» و«الخيل موروث وحضارة في دولة الإمارات العربية المتحدة»، و«العمارة التقليدية والحضرية في دولة الإمارات العربية المتحدة».
كما صدر للباحثة عن الأرشيف الوطني كتاب بعنوان «إمارات الساحل المتصالح(1900-1971): رؤية وثائقية من أرشيف الوثائق البريطانية». وصدر لها أيضاً كتاب بعنوان «أبوظبي: دراسات في التاريخ الاجتماعي (1820-1971)». وللباحثة كتاب آخر بعنوان «شخصيات من أسرة آل نهيان»، سعت من خلاله إلى التعريف بشخصيات من أسرة آل نهيان، وسلطت الضوء على مكانتهم وأعمالهم، وكيفية اجتيازهم المراحل التاريخية المليئة بالأحداث والتحديات التي مرت بها إمارة أبوظبي والمنطقة في القرن الماضي. 
صدر لشمسة الظاهري أيضاً كتاب آخر بعنوان «محطات في تاريخ وتراث أبوظبي» وهو كتاب يكشف عن كينونة أبناء المجتمع الظبياني، وتطور اتجاهاتهم وأحوالهم الاجتماعية ونسيج العلاقات فيما بينهم والتي تتجاذبها الأفكار والآراء، بحيث يصور هذا الكتاب جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية وظواهر العمران، والمرأة الظبيانية والرحلات المشوقة لبعض الأجانب في أراضي إمارة أبوظبي.

بالإضافة إلى أنها أعدت سلسلة تراثية ثقافية تعنى بمواد صحفية وبحثية وفكرية واستطلاعات تدور حول موضوع معين من موضوعات التراث أو التاريخ، وتقول إن ذلك جاء بهدف تعزيز الوعي بأهمية التراث والقضايا المتعلقة به على المستويين المحلي والعالمي، ولتكون مرجعاً علمياً موثوقاً للدارسين والباحثين والراغبين في المعرفة. وجميع إصدارات هذه السلسلة مزودة بالصور المعبرة ذات الدلالة المؤثرة لتكون جانباً مع العبارة المسيرة والفكرة الهادفة مما يعمق في وجدان القارئ الإحساس بعبق الماضي، والتقدير للرجال الذين عاشوا هذا الماضي وصنعوا من خلال قدراتهم المادية والفكرية هذا التراث الناصع الذي يجدر بنا الآن أن نتأمله بوعي ونقتدي به عن هدي وبصيرة ليكون رمزاً للأصالة للماضي والحاضر والمستقبل.
 تقول الباحثة شمسة الظاهري في حديثها إلى «الاتحاد الثقافي» عن سر اهتمامها بالتراث: أتاحت لي فرصة العمل في مركز زايد للدراسات والبحوث كباحثة في مجال التراث والتاريخ، أن أطلع على مجموعة واسعة من الوثائق البريطانية التي تحفظ في أرشيف المركز وكذلك الأرشيفات الصحفية ومذكرات الأجانب الذين كانت لهم زيارة إلى هذه المنطقة ودونوا مشاهداتهم عنها، وغيرها من المصادر والمراجع المهمة والمتعلقة بتراث وتاريخ شرق الجزيرة العربية، واسترعى انتباهي -بعد اطلاعي على الدراسات والأبحاث عن هذه المنطقة- أن أحداثاً بارزة وبالغة الأهمية مرت بها منطقة الساحل المتصالح- دولة الإمارات العربية المتحدة- في فترة من فترات مختلفة من تاريخها، ولم تحظ حتى يومنا هذا بالدراسة العلمية الرصينة. كما أن معظم تلك المصادر والمراجع تحدثت عن الوقائع السياسية والحربية، كما تحدثت عن التطور الاقتصادي وعن ثقافة الأقدمين، ومن ذلك كله اخترت أن أكتب في التاريخ الاجتماعي لأن الفضل الرئيسي للتاريخ أن يكون أداة للثقافة العقلية بحيث تجعلنا نتعرف كيف تنمو المجتمعات وكيف تتحول، فحقائق الماضي هي الميدان المشترك بين علم التاريخ من جهة وعلم الاجتماع من جهة أخرى. 

السلسلة التراثية
وتقول شمسة الظاهري عن الفكرة التي دعتها لإصدار سبعة كتب أطلق عليها «السلسلة التراثية الثقافية»: أصدرت أولاً كتاب بعنوان»الأسلحة التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة«و»الخيل موروث وحضارة في دولة الإمارات العربية المتحدة«وذلك في عام 2019، تزامنا مع مشاركة نادي تراث الإمارات متمثلاً في مركز زايد للدراسات والبحوث في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2019 والذي كان يهدف هذا المعرض إلى الترويج بتراث وتقاليد دولة الإمارات، وتسليط الضوء على تاريخ شعب الإمارات العريق. كما أصدرت كتاب «ليوا عبر التاريخ» تزامناً مع مشاركة نادي تراث الإمارات في مهرجان الظفرة 2019 بدورتها الـ13.

  • من إصدارات شمسة الظاهري (من المصدر)

وفي عام 2021 صدر لي كتاب بعنوان «الطريق إلى صناعة نفط أبوظبي» وآخر بعنوان «العين مدينة التاريخ والحضارة» وكتاب «البحر في تراث دولة الإمارات العربية المتحدة»، ومنذ شهر تقريباً وتزامناً مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022 أصدرت كتاب بعنوان «العمارة التقليدية والحضرية في دولة الإمارات العربية المتحدة».
وتقول شمسة الظاهري عن أهم المصادر التي اعتمدت عليها في كتبها والمراحل التي وثقت بها جهودها البحثية: كنت مطلعة على المصادر الوثائقية والأرشيفات الصحفية وكذلك مذكرات رجال السياسية ورجال النفط والعسكريين، إلى جانب المراجع والدراسات المتعلقة بشرق الجزيرة العربية، بالإضافة إلى اعتمادي وبشكل كبير على الروايات الشفاهية التي أجدها أحد المصادر الهامة خاصة في كتابة تاريخ الشعوب، كما أنها عصب ومحور عملية التأريخ وتأصيل الهوية الوطنية. كما استندت في معظم المباحث التي نشرتها على الوثائق البريطانية التي أجدها أغزر مرجع عن منطقة الساحل منذ بداية القرن العشرين لعلاقتها الوثيقة بشؤون هذه المنطقة، حيث تؤلف هذه الوثائق -إضافة إلى قيمتها التاريخية للباحثين المتخصصين- مادة طريفة للقارئ العام لاحتوائها على معلومات مجهولة وأسرار عن أحداث مهمة أو عادية، وقعت في عهود قريبة ما زال بيننا كثيرين ممن عاصروها أو أسهموا فيها أو اطلعوا على جوانب منها دون جوانب، وكان اتصالي بهؤلاء أمراً ضرورياً لمعرفة وجهة نظرهم فيما دونته تلك الوثائق البريطانية.

تشجيع وتحفيز
تتحدث شمسة الظاهري عن الدعم الذي قدمه مركز زايد للدراسات والبحوث والنادي لها، قائلة: الحقيقة أن مركز زايد للدراسات والبحوث قدم لي الدعم الكبير، من تشجيع وتحفيز على إجراء الدراسات والبحوث التراثية وتوفير المصادر والمراجع بالإضافة إلى التوجيه باستشارة الخبراء والمختصين لبعض الدراسات التي أعددتها، كما يهتم المركز بنشر الدراسات التي أعدها، والمركز أساساً وحدة تنظيمية تراثية ثقافية، بحثية، ذات طابع تراثي، علمي خاص، جاء إنشاؤه عام 1998 بهدف تعميق الدور الذي يقوم به نادي تراث الإمارات في مجال المحافظة على تراث الآباء والأجداد من خلال البحث العلمي وتنظيم الأنشطة التراثية وتطويرها، ونشر الوعي الفكري بالتراث وأهميته وإجراء الدراسات والبحوث التراثية والتاريخية، بالإضافة إلى تهيئة كوادر مؤهلة من المواطنين الباحثين بما يضمن تحقيق أهداف النادي. 
وتختتم الظاهري حديثا قائلة: في اعتقادي أن الإنسان من دون تاريخ لا مستقبل له، وبذلك نشر الوعي بأهمية الاطلاع والمعرفة ودراسة تاريخ دولة الإمارات وثقافة المجتمع وعاداته وتضاريسه وجغرافيته وأنظمته وقوانينه، وغيرها من الدراسات المتعلقة بمجتمع الإمارات لهي خطوة مهمة وأساسية نحو تعزيز الهوية الوطنية والانتماء تجاه هذا البلد سواء كان للمواطنين أو للمقيمين على أرض الإمارات.