فاطمة عطفة (أبوظبي)

يشكل المسرح ركناً مهماً من أركان الفعاليات الثقافية، وهو «أبو الفنون» حيث يجتمع فيه النص الأدبي والقصة الدرامية المشوقة والتمثيل والتشكيل والموسيقى، ويأخذ الفن المسرحي في الصيف أهمية خاصة بسبب عطلة المدارس والجامعات. 
وانطلاقاً من مكانة المسرح وأهميته في المجال الثقافي، التقت «الاتحاد» بعض المسرحيين ليتحدثوا عن العروض المسرحية صيفاً، وكيف أثر غيابها على المشهد الثقافي والفني في الإمارات، يقول د. حبيب غلوم: لاشك أن غياب المسرح يؤثر سلباً على الحركة الثقافية، وخاصة أنه يعتمد على التفاعل الحي الممتع والمفيد بين الممثل والمشاهدين، ولكن جائحة «كوفيد» حالت دون إقامة أي عرض، وإن كان المسرح يعاني أساساً من غياب طويل، وللأسف لم يبق إلا بعض الفنون الفردية التي تعتمد على الشخص نفسه كما هو الحال مع الفنانين التشكيليين الذين لا يحتاجون لحضور الجمهور، بل يكفي الفنان أن يضع ألوانه وأقلامه ويشتغل لإنجاز عمله. ونحن هنا لا نتحدث إن كان عندنا تميز أو بعض محاولات التميز، والآن لا نتكلم في أسباب الغياب. لكن في رأيي لا توجد للمسرح خطط لا صيفية ولا شتوية.

وأضاف قائلاً: هذا مع احترامي لجميع المؤسسات المعنية التي تقدم بعض المحاضرات أو الندوات الخاصة. وتابع غلوم متأسفاً على أن الجمهور اليوم منصرف عن الثقافة لأكثر من سبب، لكنه أشار إلى أن الحياة الثقافية ومنها المسرح في الشارقة ما تزال تقوم بأنشطتها، رغم الظروف المعوقة.
ومن جانبه يتحدث الفنان أيمن الخديم، رئيس لجنة مسرح دبا الفجيرة، عن أهمية المسرح وتأثيره على الحركة الثقافية وما يعده لموسم الصيف، مؤكداً على الدور الكبير والمهم للمسرح في المجتمع، حيث أصبح هناك مجتمع كبير ومثقف ويهتم بالحضور ومشاهدة الأعمال المسرحية، سواء كانت تخص الكبار في العمر أو الشباب أو الأعمال المخصصة للأطفال. 
وأضاف الخديم قائلاً: بعد زوال «الجائحة» رجعت الأعمال المسرحية بقوة، وقدمنا أيام عيد رمضان آخر عمل مسرحي، هو مسرحية رعب كوميدية بعنوان: «طرش اللوكيشن» تأليف وإخراج حمد الظنحاني، وبطولة أيمن الخديم وإبراهيم القحومي ومجموعة من فناني الإمارات.

وأكد أيمن الخديم عودة العروض المسرحية بقوة وقريباً سترجع المهرجانات المسرحية في الدولة، ونحن في الفجيرة نحضر الآن للمشاركة في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في الشارقة. وفي الدورة القادمة نحضر لمهرجان «أيام الشارقة المسرحية» وبعدها يجري التحضير لأوبريت لليوم الوطني. 
وأضاف: المسرح لا يوجد فيه أي تعثر لأننا وبأقل التكاليف يمكن أن نشكل عملاً مسرحياً ممتعاً، وطبعاً هذا يتطلب تعاوناً كاملاً من الإنتاج في الديكور والإضاءة والتمثيل والتأليف والإخراج، وهذا يتم من خلال التعاون دون طلبات عالية في الأجور والتكاليف، وبذلك نستطيع أن نصنع عملاً مسرحياً بسهولة، ونحن نجد الدعم المعنوي والمادي وكل إمارة تقدم دعماً لفرقة مسرحها، ونحن في دبا الفجيرة يوجد لدينا دعم كبير للحركة الثقافية، وعلينا فقط أن نجتهد لنقدم أعمالاً جديدة ومتميزة.