فاطمة عطفة (أبوظبي)

جاءت جلسة: «طه حسين والتنوير» أمس الأول، في ختام ندوات معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدورته الـ31، بمشاركة أدباء وأكاديميين، وبحضور الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية.
قال الشاعر أدونيس: «هذب في جنسه ونال المدى بنفسه... فهو وحده جنس»، هذا هو أبو تمام يتحدث عن فرادته، شخصاً وشعراً.. يبدو اليوم كأنه يتحدث عن المعري وطه حسين. ألتقي المعري دائماً والتقيت طه حسين قبل 1967، زمن الانكسارات، وأرخت لهذا اللقاء فكتبت حوله مقالة بعنوان: «منمنمة عربية في تمثال يوناني»، نشرتها جريدة «لسان الحال» آنذاك في بيروت، وكشف لي حوارنا في ذلك اللقاء عن هواجس كثيرة مشتركة بيننا، أكتفي اليوم بأن أذكر أمرين أساسيين، يشغلان العاملين في حقول الفكر والفن والثقافة، الأول: هو أننا، نحن العرب، لا يمكن أن نتحرر حقاً، سياسياً وثقافياً، في كل ما يتصل بالعلاقة مع ماضينا، بحيث ننظر إليه كما نظر وينظر أقراننا في الوحدانية اليهودية، وشقيقتها الوحدانية المسيحية، إلى تاريخهم الماضي وإلى موروثاتهم الدينية والثقافية والسياسية. الأمر الثاني: هو أننا، نحن العرب، مزجنا ونمزج بين فكرة النمو، وفكرة التقدم، وقد استأثر النمو باهتمامنا كله، حتى كاد أن يحل محل التقدم وأن يأخذ اسمه نفسه.
وتساءل أدونيس: لماذا غلبت علينا فكرة النمو، وغابت فكرة التقدم؟ لماذا تقدم الغرب وتخلف العرب؟ كما صيغ في ما نسميه «عصر النهضة».
من جهته، تحدث حسام أحمد، مساعد تاريخ الشرق الأوسط الحديث في إيرلندا الوطنية، عن الأعمال الإدارية التي قام بها طه حسين من الوزارة إلى الجامعة والتدريس، وقال إنه اطلع على الوثائق والمشاريع التي كان يود أن يقوم بها، واصفاً إياه بمفكر عملي قام بتغييرات كبيرة في مجمع اللغة العربية والجامعات وقام بإنشاء الكثير من المعاهد لدراسة اللغة العربية من استهداف الثقافة إلى إنتاج الثقافة.
وركزت أماني فؤاد أستاذة النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون بالقاهرة في مداخلتها على كتاب «على هامش السيرة» لطه حسين، وهي من أجمل السير وألطفها، لافتة إلى أهمية عميد الأدب العربي في جميع أعماله، سواء على المستوى الفكري أو الإبداعي، من الرواية إلى التاريخ والنقد والمقالة الصحفية.