فاطمة عطفة (أبوظبي)
جلسة أدبية بعنوان «كي يهدأ الليل»، أقيمت أمس الأول في مسرح الشباب، بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب- الدورة 31، إحياء للذكرى العاشرة لرحيل الباحث والشاعر المجدد أحمد راشد ثاني، وأدار الندوة الشاعر سامح كعوش، مستهلاً جلسة الحوار بلمحة أدبية عن الشاعر الفقيد، وأهم الميادين الإبداعية التي أبحر فيها من الشعر إلى الرحلة والبحث في التراث، وخاصة عمله العلمي في مهمة تدوين التراث الشفاهي.ولفت الناقد يوسف حطيني إلى أن معاناة المبدع على حافة الموت، والكتابة في هذه اللحظة الأخيرة في الحياة قد جمعت بين بدر شاكر السياب ومحمود درويش وأحمد راشد، فكل واحد منهم عبر بطريقته الخاصة وأسلوبه المختلف، وإن ابتعد كل واحد من هؤلاء المبدعين المتألقين عن آلامه ليرصد آلام الآخرين من حوله.
وأشار الشاعر هيثم الخواجة إلى أهمية الشاعر الفقيد وتألقه في الإبداع المسرحي، لكنه تخلى عن المسرح واتجه إلى الشعر والرحلة، وهو في شعره يهتم باللحظة الآنية ثم ينطلق للتعبير عن تجربة أرحب وأحمق في الحياة، إضافة إلى بحوثه في التراث والعمل على إيقاظ الذاكرة الشعبية واستثارتها لدى المتقدمين بالعمر وتدوين ذكرياتهم ومروياتهم الشفاهية، لافتاً إلى أن كتاب أحمد راشد «حصاة الصبر» كان رمزاً للجهود المضنية التي بذلها أحمد في هذا الباب، كما كان باكورة بحثه العلمي في حفظ التراث الشعبي وحمايته من الضياع.
وألقى الشاعر حسان عزت مقاطع من شعره في وداع أحمد راشد، مشيراً إلى يتمه بعبارة رمزية، قائلاً: «أبكي لآدم لا أم له ولا أب»، وأضاف أنه يرى أحمد راشد من رواد القصيدة الجديدة في الإمارات، إلى جانب عبد العزيز الجاسم وأحمد العسم وآخرين. وتابع أن أحمد كان مشغولاً بالقلق الوجودي وشعور الغربة، موضحاً أنه ابن خورفكان وكان متأثراً بتلك البيئة بين البحر والجبل. واتفق المشاركون في الأمسية على أهمية أمه التي فقدها، كما أن الطبيعة الجبلية والبحرية كان لها أثرها في نفس الشاعر أحمد راشد ثاني وفي شعره.