فاطمة عطفة (أبوظبي)

«الرواية الإماراتية.. جرأة في الطرح وعمق المرحلة الأولى من عمق السرد، وهي عملية قوية لعمل إبداعي قوي وقادر على المنافسة. السرد الإماراتي مر بفترة من المحافظة أو أي أفكار تثير حفيظة المجتمع، لذلك كان الكاتب هو الرقيب على نفسه، وهذا أثر على المنافسة عربياً. الآن أصبح التحدي قائماً لأن (السوشيال ميديا) فتحت كل المجالات، والإمارات أصبحت تستحق نصاً سردياً ينافس النصوص الأخرى عربياً وإقليمياً». 
هذا ما جاء في مقدمة الإعلامي محسن سليمان، الذي أدار، أول أمس، ندوة ثقافية بعنوان «السرد في الإمارات خلال نصف قرن»، أُقيمت على مسرح الشباب بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 31، وشارك فيها كل من د. رشيد بوشعير، عبدالله النعيمي، وصالح هويدي، د. مريم الهاشمي، والروائية نادية النجار. 
وتحدث د. بوشعير قائلاً: إن رصد الروائي الإماراتي كان قبل القرن العشرين متأثراً بالسوالف والخطابة، وتبلور من تاريخ رواية «شاهندة» لراشد عبد الله النعيمي، حيث كان الكاتب متأثراً بالسرد الشعبي، وهكذا أخذت الرواية تتخلص من السرد الشعبي، وأخذ سرد الأحداث يتحول من الشفهية إلى أعمال علي أبوالريش الذي تمثل طفرة الشفهية، كما كانت الرواية الإماراتية ذكورية بامتياز. ولكن من الثمانينيات أخذت اقتباسات أخرى تشكل فرقاً كبيراً.
وركز صالح هويدي على ما هو جوهري بالسرد بالنسبة للرواية، فقال: السرد هو الحياة، وهو الأغنية والموسيقى والعادات والتقاليد، هذا ما نجده في الرواية عند راشد النعيمي الذي فتح في الإمارات باب السرد الشفاهي والسرد الحداثي، ودراسته في مصر ساعدته على ذلك. وهذا نجده أيضاً عند علي أبوالريش. وحتى علي أبوالريش صاحب المشروع الطويل ظل منغمساً في هذه الأجواء، فالجانب التاريخي وكثافته يظهر في هذه الأعمال. أما الآن، فنرى اتجاهاً جديداً يمكن أن يلحق بالرواية العربية.
بدورها، أشارت د. مريم الهاشمي إلى القصة القصيرة والرواية وتعدد أشكال النقد والمعالجة لهذين الجنسين الأدبيين، مضيفة أن النص الروائي أكثر تنوعاً، لكن القصة القصيرة جنس أدبي أقرب إلى الفنون الشعرية، ولها طبيعة فنية، مما يؤهلها لتتصدر المشهد الأدبي في الإمارات. ولكن حالياً الرواية تحاول أن تجد مكاناً واسعاً لها.
أما الروائية نادية النجار، فقد استعرضت لمحة من مسيرتها الأدبية، قائلة: في البدء مارست القراءة إلى جانب كتابات بسيطة، وبعد تلك المرحلة التمهيدية بدأت مع أول رواية. ثم تعرفت على روايات محمد المر وقد لامستني، وكنت في البداية أكتب رغبة بالكتابة وإرضاء الذات، لكن الآن اختلف الأمر، وأخذت أكتب أعمالاً تهم القارئ تأخذ طريقها للنشر وتعبر عن تجارب إنسانية في الحياة.