أبوظبي (وام)
تنطلق يوم الاثنين المقبل، فعاليات الدورة الـ 31 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، بحضور نخبة من كبار الأدباء، والمفكرين، وبمشاركة أكثر من 1000 ناشر من 80 دولة، يقدّمون جدولاً متكاملاً من الفعاليات يضمّ أكثر من 400 فعالية متنوعة. ويعكس المعرض حالة التوهج الثقافي والمعرفي في دولة الإمارات التي تحولت خلال السنوات الماضية إلى حاضنة لكوكبة من أبرز المبدعين، والمفكرين، والأدباء المحليين، والعالميين. ونجح المعرض خلال الدورات الماضية في جذب أفضل دور النّشر تحت سقف واحد، واستقطاب أهم الأسماء البارزة في سماء الفكر والثقافة والمعرفة، والإبداع، ضمن برنامج فكري ثري ومتعدد، حتى بات يصنف من الأضخم في المنطقة العربية والشرق الأوسط، من ناحية عدد دور النشر والدول المشاركة، معززا مكانته كمركز ثقل على السّاحة الثقافية العالمية، وواحة للتسامح وحوار الثقافات والتّنوع الفكري، وتعزيز مفهوم أمثل للثقافة الجماهيرية.
جاءت النسخة الأولى من المعرض في عام 1981، بمشاركة 50 ناشراً، من مصر ولبنان، إضافة إلى المكتبات ودور النّشر المحلّية، وقد أمر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بشراء ما تبقّى من كتب، وتوزيعها على الجهات والمكتبات العامة والمؤسسات ذات الصّلة، وكانت هذه المبادرة نواة لتأسيس «دار الكتب الوطنية» في الدّولة. وفي عام 1986، شهد المعرض مرحلة جديدة من تاريخه، فقد حملت تلك النّسخة عنوان «معرض الكتاب الأول في أبوظبي»، بمشاركة 70 دار نشر، وتلتها النّسخة الثانية بعد سنتين (1988) بزيادة في عدد دور النشر، في حين أقيمت النّسخة الثالثة من الحدث عام 1993، بعد توقّف دام 3 سنوات وفي ذلك العام تمّ إقرار انتظام الحدث بشكل سنوي.
تلاقي الحضارات
في دورته الثلاثين التي عقدت العام الماضي شكل المعرض بارقة أمل لإنعاش صناعة نشر الكتب على المستوى العربي والعالمي بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها خلال فترة تفشي جائحة كورونا، حيث شهدت تلك الدورة مشاركة أكثر من 800 عارض، من 46 دولة حول العالم، بين «الحضوري» و«الافتراضي» مع تطبيق إجراءات احترازية دقيقة بسبب الجائحة. ويمثل «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» جسرا لتلاقي الحضارات الإنسانية والتجارب المعرفية على أرض دولة الإمارات وذلك تجسيدا للتنوع والثراء الثقافي الذي يتميز به مجتمعها المحلي.