أبوظبي (الاتحاد)

أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي ينظّمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، أمس، عن منح لقب شخصية العام الثقافية لدورتها السادسة عشرة للناقد الدكتور عبد الله الغذّامي، تكريماً لمسيرته الطويلة من العطاء، والتي أنجز خلالها دراسات ومشروعات بحثية مهمّة التي أثرت الحِراك الثقافي إقليمياً وعربياً.
ومنحت الهيئة العلمية للجائزة ومجلس أمنائها الغذامي جائزة شخصية العام الثقافية نظير جهوده المتميزة في ميدان النقد الثقافي ودراسات المرأة والشعر والفكر النقدي التي بدأت منذ منتصف الثمانينيات، والتي أحدثت نقلة نوعية في الخطاب النقدي العربي، وأسهمت مؤلفاته مثل «الخطيئة والتكفير» «والنقد الثقافي قراءة في الأنساق الثقافية» و«تشريح النصّ» و«الموقف من الحداثة» و«الكتابة ضدّ الكتابة» و«المرأة واللغة»، وغيرها من الدراسات المتخصصة في بلورة حركة نقدية حول النقد الأدبي والنقد الثقافي، وفتح الآفاق نحو مناقشة التراث الشعري والإبداع العربي المعاصر وإعادة قراءته من منظور نقدي يتسم بالجدة والعمق والاختلاف. وكان الغذامي واحداً من رواد الحداثة التي لا تؤمن بالقطيعة المعرفية، بل تصدر عن إيمان بإعادة قراء التراث بمنهجية نقدية تثريه وتلقي أضواء كاشفة على ما فيه من إبداع.
واستطاع الغذامي وعبر مسيرة طويلة جاوزت الخمسة عقود أن يؤسس حراكاً معرفياً نوعياً لفت الأنظار من خلاله إلى أهمية النقد الثقافي، فتميّز في ميادين النظريات وحاور وتناول قضايا جعلت منه علماً من أعلام النقد في المنطقة العربية، إذ يعكس اختيار الجائزة حرصها على الاحتفاء بهذه القامة، وتسليط الضوء على جهوده ومؤلفاته النوعية التي أثرى من خلالها المكتبة العربية، وسلّطت الضوء على قضايا مهمّة ومحورية في الحراك الثقافي، والفكري.
وقدم الغذامي، وهو من مواليد مدينة عنيزة السعودية العام 1947 والذي عمل أستاذاً للنقد والنظرية في كلية الآداب، قسم اللغة العربية، في جامعة الملك سعود في الرياض، دراسات نقدية سلّطت الضوء على دراسات المرأة؛ إذ تعدّ جهوده في هذا المجال فاتحة لدراسات النسوية في العالم العربي، ومرحلة تأسيسية للخطاب النقدي الثقافي العربي من خلال تكريس حضور النقد الثقافي في الساحة الأكاديمية العربية وتفعيل الخطاب النقدي على حدّ سواء، في الوقت ذاته فللغذامي امتدادات علمية ثقافية في مجالات النقد والفلسفة والفكر، حيث ألف عدداً كبيراً من الكتب والدراسات في هذه الحقول المعرفية منها:«مآلات الفلسفة.. من الفلسفة إلى النظرية»، و«القبيلة والقبائلية أو هويات ما بعد الحداثة».
إلى ذلك، قال الدكتور علي بن تميم، أمين عام الجائزة، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية:«تحتفي جائزة الشيخ زايد اليوم بقامة أدبية مرموقة لها تاريخها الطويل وانشغالاتها الدؤوبة التي سلّطت الضوء على أهمية النقد ومكانته في الحراك الثقافي بصفة عامة، فالأستاذ عبد الله الغذامي يمتلك رؤية فذّة وسعة اطلاع فريدة استطاع من خلالها أن يعبر عن منجزات الثقافة العربية فتبحّر في علومها، ونهل من نظرياتها، وقدّم أطروحات نقدية حديثة ومعاصرة أحاط من خلالها بالكثير من الجوانب المعرفية وسلّط الضوء على قضايا مهمّة ومعرفية بعين الناقد والمفكر الفيلسوف والأكاديمي الذي يرتبط بشكل وثيق بثقافة عربية أصيلة وينطلق منها ليحلّل ويبحث ويتمعّن عن قرب حتى بات علماً أصيلاً من أعلام النقد في عالمنا العربي».