محمد نجيم (الرباط)

قال الناقد والأكاديمي المغربي الدكتور محمد الداهي، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الفنون والدراسات النقدية في دورتها الـ16 لـ«الاتحاد»: إن جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب تحرص على إشاعة قيم ثقافية جديدة في العالم العربي، وتشجيع العرب على القراءة بصفتها رافعة للتنمية، وتطوير الصناعة الثقافية، وخاصة صناعة الكتاب وسبل ترويجه على نطاق واسع.
وعن توقعه الفوز بالجائزة القيمة، قال الداهي: «لا أحد يتوقع الفوز أو يضمنه مسبقاً. يصدق - في هذا الصدد - قول الشاعر نزار قباني: «لو أني أعرف أن البحر عميق جداً ما أبحرت». قد يهاب المرء خوض بحر جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب لعمقه وبعد مسافته. إلا أنه على المرء أن يتحلّى بالصبر والشجاعة، ويؤمن بحظه ونصيبه»، مضيفاً «كنت مطمئناً - بالنظر إلى نزاهة المحكمين والأمناء والكفاءة العالية لأعضاء الهيئة العلمية- أن كتابي سيصل إلى المراتب المتقدمة بحكم ملاءمته، وجِدَّة موضوعه، وطراوة مراجعه ومصادره، وسلاسة لغته. ومع ذلك كنت أخشى أن يكون- من بين الكتب المرشحة- ما ينافسه ويضاهيه في أدائه وجدواه وقيمته».

  • محمد الداهي

عن كتابه المتوج بالجائزة، قال الداهي: «يمثل كتاب «السارد وتوأم الروح، من التمثيل إلى الاصطناع» جزءاً من مشروعي الذي أسعى فيه إلى استجلاء الجوانب التلفظية ذات الصلة بالمتكلم وآثاره (سلطة التلفظ)، وإلى تبيُّن مواقعه وقرنائه وتوائم روحه المحتملة في الخطاب، وإلى توسيع «شعرية الذاكرة» للعناية أكثر بالأجناس التذكارية والمحكيات الذاتية، وفهم العلاقة المعقدة بين الكتابة والوجود، وبين خطاب الحقيقة وخطاب الجمال»، موضحاً: «ما شغلني في الكتاب هو اكتشاف المنطقة البيْنيَّة (القارة الأدبية المجهولة) عبر امتداداتها وحدودها التي تفصل بين ملفوظات الواقع وملفوظات التخييل، وتستوعب أجناساً أو أصنافاً أدبية لم يعرها النقد الاهتمام اللازم مع العلم أنها تعرف – في الوقت الراهن- انفجاراً بسبب النزوع إلى البوح والمكاشفة والمُسارَّة، سعياً إلى إبراز ما تضمره السرائر، وما ظل مغفيا ومطموسا في الصدور لبواعث سياسية أو إيديولوجية أو أخلاقية (ما يعرف بـ«صحوة الذاكرة» التي استقوت بعد انهيار جدار برلين في العام 1989».
وعن الأدب الإماراتي، قال الداهي: «يشهد الأدب الإماراتي خاصة الروائي منه - بحكم تخصصي- تطوراً ملموساً بفضل إعطاء الكلمة للشباب للتعبير عن مطامحهم وتطلعاتهم في الحياة، ومن ضمنهم طليعة الروائيين مثل: ميسون صقر، وباسمة يونس، وعلي أبو الريش، ولميس فارس المرزوقي، وجمال الشحي، وسعيد البادي. فضلا عن عوامل من قبيل دمقْرطة التعليم، وتشييد البنيات الثقافية والجامعية والإعلامية، ودينامية اتحاد كتاب وأدباء الإمارات».