هزاع أبوالريش (أبوظبي)
اعتبر مثقفون وكتّاب أن استضافة مؤتمر الترجمة الدولي الثاني، الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية تحت شعار «الترجمة وحفظ ذاكرة الوطن: صورة الإمارات في الثقافات والآداب والتراث الفكري العالمي»، إضافة بناءة تخدم التواصل الثقافي، وتعزز حوار الحضارات، وتلعب دوراً محورياً في التعريف بالثقافة المحلية والتراث الإماراتي الأصيل، فضلاً عن الإضافات النوعية الخاصة في مجالات الثقافة والفكر والفن والأدب والعلوم والتكنولوجيا.
بداية يقول الكاتب عبدالله السبب: لا شك أن مؤتمراً كبيراً كهذا معني بفعل الترجمة التبادلية بين لغات العالم المختلفة، في مختلف الفنون والآداب والعلوم والشؤون الثقافية العامة، من خلال ما يشارك به الباحثون والأكاديميون من مختلف دول وجامعات العالم، مما سيثري المشهد الثقافي الفكري والعلمي والتاريخي والتراثي والأدبي لكافة الدول والشعوب.
وبدوره، يؤكد الكاتب خالد الظنحاني، رئيس مؤسسة الرّخ للنشر، أن استضافة الأرشيف والمكتبة الوطنية مؤتمر الترجمة الدولي الثاني إضاءة جديدة على استمرار دور دولة الإمارات الجوهري في قيادة أكبر حراك ثقافي متعلق بالترجمة، ودور المؤسسات الحكومية الإماراتية في تطوير حركة الترجمة في الوطن العربي، مشيراً إلى أن هذا الحراك يسهم في تلاقح ثقافي مثمر وإثراء معرفي نوعي للرصيد الإبداعي والمعالجة العلمية النوعية للقضايا المتعلقة بالترجمة، فمثل هذه الفعاليات الثقافية تفتح نوافذ مهمة لتطوير حركة الترجمة وصقل نظرياتها، وبيان دور الترجمة الإبداعية في عصر ما بعد العولمة في حماية الهوية الوطنية الثقافية، والوقوف على التحديات التي تواجه الترجمة في عالمنا العربي.
خطوة رائدة
ومن جهته، قال نجيب عبدالله الشامسي، كاتب ومدير عام المسار للدراسات الاقتصادية والنشر: «يعد المؤتمر الذي يتبناه الأرشيف والمكتبة الوطنية خطوة رائدة في التعريف بثقافة الإمارات ورموزها الثقافية، ثم بعناصر موروثها الثقافي والإبداعي الأصيل»، مضيفاً أنه يعزز حضورنا في خريطة الثقافة الإنسانية ويعرف بمبدعينا ويقدمهم للواجهة العالمية من خلال حركة الترجمة، ولكن من المهم التركيز على نوعية العطاء الفكري المراد ترجمته أو التعريف به.
وقالت الكاتبة صفية الشحي، إن المؤتمر هو أحد أدوات مد الجسور بين الحضارات والشعوب، ونقل المعرفة من خلال أدوات متنوعة وأشكال مختلفة، وهذا ما يسعى لتحقيقه هذا الحدث الدولي في نسخته الثانية، إذ يضيء على تجارب ثرية لحفظ ذاكرة الوطن واستدامة ثقافته، ويعنى بتقديم صورة الإمارات الحقيقية من خلال المنجز والسردية والكفاءات، لافتة إلى أن المؤتمر يسهم في التطرق للجوانب البحثية والتكنولوجية المرتبطة بهذه الحركة المهمة والملهمة في الوقت نفسه.
صبغة تاريخية
أوضحت الكاتبة فاطمة الدربي، أن المؤتمر «سيضفي صبغة تاريخية وسيكون مرآة تعكس الصورة التي ترسخت لدى الآخر عن المجتمع الإماراتي. بالإضافة إلى أن موضوع الترجمة في الإمارات وخاصة في العقدين السابقين، وصولاً إلى راهن الترجمة الآن في المؤسسات الثقافية والأكاديمية والعلمية ودور النشر، أصبح قطاعاً قائماً بذاته وله سوق نشر متخصصة، فضلاً عن انفتاح آليات الترجمة في الإمارات على العالم بكل لغاته وآدابه». وقالت: «من المهم الإشارة إلى أهميته وضرورته الثقافية والتفاعلية العالمية في هذا الوقت الذي تعد فيه الثقافة الخيار الدولي الوحيد باتجاه الحوار والتعايش والتكامل بين الحضارات والثقافات».