أبوظبي (الاتحاد)

أطلق الأرشيف والمكتبة الوطنية فعاليات، أمس، مؤتمر الترجمة الدولي الثاني تحت شعار «الترجمة وحفظ ذاكرة الوطن: صورة الإمارات في الثقافات والآداب والتراث الفكري العالمي» الذي ينظمه، افتراضياً، وافتتح المؤتمر عبدالله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإنابة بكلمة رحب فيها بالمشاركين، وأكد أن دولة الإمارات على مر العصور ظلت موئلاً لذوي العقول والألباب، حتى غدت نبراساً ثقافياً لنشر العلوم والمعارف والآداب وثقافة التسامح والإخاء، وقد شهد العالم بأسره بروعة إنجازاتها في مختلف الأصعدة.
وأشاد بالبرنامج الحافل للمؤتمر، الذي يشارك فيه أكثر من 70 باحثاً ومختصاً وأكاديمياً من 25 دولة من جميع قارات العالم، مشيراً إلى أن المؤتمر أتاح فرصة لعددٍ من المترجمين الشباب المجتهدين من داخل دولة الإمارات وخارجها للمشاركة ببحوث واعدة.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول ثلاث جلسات متتالية: أدار أولاها حمد المطيري، مدير إدارة الأرشيفات، وقد اشتملت على كلمة افتتاحية ألقاها حمد الحميري مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية بالأرشيف والمكتبة الوطنية، ثم كلمة المؤتمر الرئيسة بعنوان «رحلة في ذاكرة الإمارات بلغات عدة: الأشعار الوطنية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بين التاريخ والأسطورة» ألقاها البروفيسور صديق جوهر خبير الترجمة بالأرشيف والمكتبة الوطنية، ومنسق الفعاليات الأكاديمية في المؤتمر. وفي نهاية الجلسة، تم عرض فيلم وثائقي عن تاريخ الإمارات والأرشيف والمكتبة الوطنية. 
وفي كلمة الافتتاح، أكد الحميري، أن ضم المكتبة الوطنية إلى الأرشيف اقتضى توسيع آفاق الترجمة نحو فضاءات جديدة من أجل نقل المعرفة بمختلف فروعها، وتوطينها لدفع عجلة التقدم إلى الأمام، مشيراً إلى أن مؤتمر الترجمة السنوي الذي ينظمه الأرشيف والمكتبة الوطنية إضافة مهمة لقطاع الترجمة في العالم العربي، خاصة في ظل الدراسات التي تنتقد واقعها العربي.
وفي أول أيام المؤتمر، عُقدت الجلسة العلمية الثانية بعنوان «مسارات الترجمة بين الحداثة وتأصيل التراث» التي أدارتها عائشة الظاهري رئيس قسم الترجمة والنشر بالأرشيف والمكتبة الوطنية. وضمت الجلسة بحوثاً قدمها كل من باربرا ميشالاك بيكولسكا، من جامعة جاغيلونيان بمدينة كراكوف في بولندا بعنوان «صورة الإمارات في بولندا بناءً على الأدب والتراث الثقافي الإماراتي المترجم»، وقدم عبدالرحمن بيجار من جامعة ويلفريد لوريير بأونتاريو في كندا دراسة بعنوان «القادمون الجدد إلى الأماكن الجغرافية: شبه الجزيرة العربية كما ترجمها صموئيل وآمي زويمر». وضمت الجلسة أيضاً ثلاثة بحوث أخرى مقدمة من: البروفيسور وائل حسن من جامعة إلينوي بالولايات المتحدة، والبروفيسور إيغور مافير من جامعة ليوبليانا في سلوفينيا، بالإضافة لبحث بعنوان: «ما بعد الحداثة: معضلة المترجمين» ألقاه البروفيسور تيرينس كريج من جامعة ماونت أليسون في مقاطعة نيوبرونزويك بكندا.
وفي الجلسة العلمية الثالثة التي عقدت في اليوم الأول بعنوان: «مقاربات أكاديمية في الترجمة والثقافة والأدب»، التي أدارتها: سمية الهاشمي من قسم الترجمة والنشر بالأرشيف والمكتبة الوطنية، نوقشت ست أوراق بحثية تناولت قضايا عدة في ميدان الترجمة، استهلها الدكتور فهد عطيف من جامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية ببحث بعنوان «تحليل الخطاب القائم على البيانات في الترجمة: من أجل تدريب المترجمين بشكل فعال من خلال دورات تدريبية قائمة على البيانات»، ثم قدمت الدكتورة أسماء الدحيم من جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا بالكويت دراسة بعنوان «ترجمة الخطاب الطبي أثناء جائحة كوفيد 19: دراسة حالة لترجمة المصطلحات الطبية إلى اللغة العربية»، ودار البحث الثالث الذي قدمته الدكتورة لمياء محمود نبيل فريري، من جمهورية مصر العربية حول «الترجمة السردية في النصوص الدرامية». ثم قدم الدكتور جمال محمد جابر من جامعة الإمارات العربية المتحدة بحثاً بعنوان «ترجمة الإعلانات التجارية من الإنجليزية إلى العربية في الإمارات العربية المتحدة: مشكلات التكافؤ اللغوي والتواصل بين الثقافات»، وقدمت الأستاذة شيرين عبدالوهاب من جامعة أوسلو في النرويج بحثاً بعنوان «ترجمة مسرحيات هينريك إبسن: التحديات والمقاربات المقارنة»، واختتمت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر ببحث قدمه الدكتور محمد زاقود من جامعة الإمارات العربية المتحدة بعنوان: «التلطف في ترجمة أدب الأطفال: حالة الترجمة العربية لرواية توين الأمير والفقير».