محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)

منذ تأسيسه في إيطاليا عام 1895 لدعم الفنون المعاصرة، و«بينالي البندقية»، يتبنّى رؤى إبداعية معبّرة عن الحراك الفني العالمي، كما يتيح للزّائر إطلالة على هوية المكان، الذي تمثله الأجنحة المختلفة التي يضمّها هذا المحفل، الذي يخصص في كل نسخة مساحات فردية، وخاصة نسخة 2022 بأجنحتها الثمانين، حيث يبرز الحضور العربي القوي بستّة أجنحة هي: الإمارات (محمد أحمد إبراهيم)، والسّعودية (محمد شونو)، ولبنان (أيمن بعلبكي)، وسلطنة عمان (أنور سونيا)، وسوريا (سوسن الزعبي)، ومصر (وئام المصري).

  • محمد أحمد إبراهيم

ويتصدر الجناح الإماراتي المشاركة العربية بعمل فردي تحت عنوان «بين الشّروق والغروب» للفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم. ويمثل هذا العمل النّوعي تركيبا من عشرات المنحوتات التي تتجمع معا في لون وحركة متموّجة تشيان بالتحوّل الطبيعي للعناصر تحت أشعة الضوء، حيث تتبدّل ألوان الأشكال المنحوتة من الألوان الزّاهية المشبعة إلى درجات لونية ترابية. ويبرز حضور إبراهيم في بينالي البندقية، كفنان مفاهيمي تتركز اهتماماته على العمل مع المواد الطبيعية، وتعكس مشاركته النوعية مدى التقدم الذي طرأ على المشهد التشكيلي والإبداعي في الإمارات والخليج، فقد تجاوز من خلال أعمال هذا الفنان المتجدد مدارس وصياغات فنية مختلفة، وصولا إلى استثمار الرموز البدائية المستقاة من المفاهيم النفسية، والتي أوصلت هذا النموذج من الأعمال إلى معارض عالمية في برلين وإسبانيا وبنغلاديش وكوبا وروسيا، وفرنسا، كما تم عرض أعماله منذ العام 1986 بشكل متكرر في المعارض السنوية لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة.

واحد من «الخمسة»
يعدّ الفنان محمد أحمد إبراهيم (خورفكان 1962) من المبدعين الإماراتيين البارزين، وتمتد ممارسته الفنية إلى نحو 40 عاما، من التّجارب الفنية داخل الإمارات وخارجها، وهو من مؤسسي مجموعة «الخمسة» والتي تضم حسن شريف وعبد الله السعدي وحسين شريف ومحمد كاظم، وهي مجموعة فنية مترابطة من الفنانين التجربيين الإماراتيين الذين يشكّلون معا جزءا من طليعة الفنون البصرية على مستوى منطقة الخليج منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.