فاطمة عطفة (أبوظبي)
يستعرض الفنان محمد الأستاد أعماله التشكيلية من خلال أسلوبه الفني الجديد الذي سماه «دانات الشواطئ» في معرضه «منظور آخر»، الذي يضم 22 لوحة، ويستمر في الدور الثاني بالمجمع الثقافي لغاية 22 سبتمبر المقبل. ويعتمد الفنان في بعض لوحاته على أسلوبه الخاص باستخدام رمال البحر والصدأ ومرور الوقت لتصميم هذه اللوحات الفنية.
وللتعريف بهذا الفن الراقي، يقول الفنان محمد الأستاد: إن هذا المعرض مختلف عن جميع المعارض التي أقمتها، حيث يمثل لي انطلاقة جديدة من المدرسة الواقعية واكتشاف فن الشواطئ، فهو يمثل مسيرتي الفنية في كل المراحل أيضاً، ولكنه يختلف من حيث الإخراج الجميل؛ لأن الإخراج يعطي قيمة جمالية وزخماً فنياً للمعرض، كما يساعد المتلقي بأن يرى الأعمال من وجهة نظر مختلفة.
ويلاحظ المشاهد أن اللوحات لم تعلق على الجدران كما كان سابقاً، بل تستحوذ على المساحة الكاملة المخصصة في الصالات الثلاث التي تعكس شكل اللوحات وجمالها.
ويوضح الفنان أن هذا المعرض هو بالنسبة له نافذة جديدة تفتح على العالم في ظل تطور التواصل الاجتماعي والإعلامي؛ ولذلك يعتبر أن هذا المعرض هو بداية جديدة له في هذا العام. ويضيف قائلاً: هذا سيحمّلني عبئاً أكبر ومسؤولية إضافية.
ولكن ماذا بعد؟ يشير الفنان إلى أهمية اكتشافه لأسلوبه الخاص «دانات الشواطئ» الذي قدم فيه ورش عمل عديدة، ودرّب عليه العديد من الفنانين الشباب، كما يعتبر الأستاد أن فن الشواطئ يناسب كل مبدع وفنان تشكيلي، بالإضافة إلى أنه يعلم طريقة العلاج النفسي والاسترخاء في الطبيعة على شاطئ البحر، وهذا شعور مريح يشعر به الفنان وهو يدفن هذه الأعمال الفنية في رمال الشاطئ منتظراً المد والجزر عند انحسار الماء عن عمق الحفرة التي وضع فيها عمله الفني، مبيناً أن هذه الطريقة تختلف عن باقي الفنون، فهي تشغل فكر المتلقي عند النظر للوحة إضافة للألوان والأشكال التي يضيفها الفنان بعد ذلك للوحة. وهذا عمل بدأ ولن ينتهي، مؤكداً أن له الشرف لأنه كان من السباقين لهذه الفكرة في الفن.
وبالعودة إلى القديم يأخذ الفنار «الفانوس» جانباً من اهتمام الفنان محمد الأستاد حيث رسمه بعدة أشكال مختلفة. وحول أهمية التراث والموضوعات الأصيلة وما تشكله بالنسبة للفنان يقول: القديم هو الأساس، وهو أساس لكل فنان حقيقي يحتفل بتراثه الإنساني والتاريخي والبيئي والاجتماعي، ونحن شعب تربطه جذور عميقة جداً بتراث وثقافة بلده، سواء كانت دينية أو اجتماعية أو غير ذلك، وهذه الجذور نبني عليها ثقافتنا المستقبلية، نبني عليها فكرنا القادم والأساليب المبتكرة والحديثة؛ ولذلك رسمت الفنار في عدة أشكال.
وأكد أن المهم ليس أن نرسم القديم فقط، ولكن الأهم كيف نوضح ونضيف على القديم ونرجع بالذاكرة والحنين إلى هذا القديم. وأضاف قائلاً: إن فكرة القديم أيضاً جاءت في أعمالي الجديدة التي ستكون قريباً في الشارقة، وهي بطلب من شركة «فام القابضة» وبالذات من د. فيصل علي موسى، حيث تناولت في هذه الأعمال البيئة والتراث في الإمارات، وأهمية هذه البيئة في حياتنا وتاريخنا، وسيكون العرض عبارة عن إقامة برج من اللوحات، وسيستقطب هذا البرج أعمال الفنانين الشباب المبتدئين الذين لا يعرفون أين يعرضون أعمالهم. ولذلك سيكون عندنا كل شهر عرض لفنان يعرض أعماله في هذا البرج المبني باللوحات الفنية، وتضم أكثر من 70 عملاً فنياً.