الشارقة (وام) يسعى معرض «الكتاب الإماراتي» في نسخته الثانية، التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات حالياً بمقر الهيئة، إلى تعزيز حضور الكاتب والناشر الإماراتي وتعريف جمهور القراء على أحدث إصداراتهم وإبداعاتهم والالتقاء بهم وحضور الجلسات الأدبية التي تعقد خلال الحدث، للاطلاع على تجاربهم الأدبية والشعرية ضمن حراك ثقافي فكري أدبي لتشجيع الأجيال الجديدة على التواجد في هذه الميادين الثقافية المعرفية.
30 دار نشر قال أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إن النسخة الثانية من معرض الكتاب الإماراتي تشهد مشاركة 30 دار نشر إماراتية، تعرض إصدارات لـ 950 كاتباً إماراتياً، وهو ما نعتبره رسالة جديدة من دولة الإمارات والشارقة على وجه الخصوص نحو العالم، هي رسالة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يحتفي بكُتّابه ومبدعيه، وهذا ليس بغريب عن سموه فهو الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، كما أن حضور سموه للمعرض وتوقيع كتابه الجديد بعنوان «صراع أمراء الزند وزوال الملك» هو دليل اهتمامه الكبير بالكتاب والأدباء الإماراتيين ودعمهم وتحفيزهم على الكتابة، ونحن بدورنا في الهيئة نعمل ونسعى أن يصبح الكتاب الإماراتي كتاباً عالمياً.
وحول معايير اختيار دور النشر المشاركة في المعرض، قال ابن ركاض إنه تم اختيار دور النشر قياساً بعدد الأدباء الإماراتيين المنضوين تحت هذه الدار، إضافة إلى مشاركة جمعية الناشرين الإماراتيين عبر مشروع «منصة» التي تضم عدداً كبيراً من الناشرين الإماراتيين وكذلك اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لافتاً إلى أن هذا التواجد الفكري الثقافي الشامل هي رسالة المعرض وحاكم الشارقة تجاه العالم أجمع.
ودعا رئيس هيئة الشارقة للكتاب الجمهور المتذوق للأدب الإماراتي ومحبي الشعر لزيارة المعرض الذي يقام بمقر الهيئة من التاسعة مساء حتى الواحدة صباحا للتعرف على احدث الإصدارات الإماراتية.
أحدث الإصدارات من جانبه أكد الكاتب سلطان العميمي رئيس مجلس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات مدير أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن مشاركة الاتحاد والأكاديمية للمرة الثانية تأتي لإظهار واجهة الأدب الإماراتي بكافة أجناسه الأدبية ومختلف أجياله، كما يمثل الحدث فرصة للالتقاء والتواصل مع المبدعين والجمهور وتعزيز التواصل مع دور النشر والاطلاع على طموحات الشباب، لافتاً إلى أن حضور صاحب السمو حاكم الشارقة للمعرض يشكل دعماً كبيراً للكاتب والناشر الإماراتي. وأشار العميمي إلى أن الاتحاد يعرض خلال مشاركته أحدث إصداراته الأدبية، حيث أصدر بنهاية 2021 وبداية 2022، (8) عناوين جديدة ويعتزم خلال الفترة المقبلة إطلاق إصدارات أخرى، حيث يحرص الاتحاد على تجديد المحتوى بشكل مستمر واختيار ما يتم نشره وفق معايير معينة من خلال لجنة النشر والتأليف، للحفاظ على جودة الأعمال وإظهار الأدب الإماراتي بمستوى يليق بالدولة وبالاتحاد، كما بدأ الاتحاد مؤخراً في إعادة طباعة عدد من الأعمال القديمة الرائدة في الأدب الإماراتي.
وفيما يتعلق بأكاديمية الشعر أوضح العميمي أن الأكاديمية تعرض 130 إصداراً خلال المعرض في كافة مجالات الشعر، بين توثيق الشعر ودراسته ونقله وتحليله والشعر النبطي والفصيح وبين مختلف الأجيال، وكذلك تسليط الضوء على التجارب الشعرية الشابة والمخضرمة والقديمة التي تم توثيقها، منوهاً إلى أن الشعر النبطي والشعر المغنى يحظيان بإقبال غير طبيعي من جانب القراء الشباب، لافتاً إلى أن دولة الإمارات استطاعت من خلال الشعر المكتوب وتقديم الشعر في البرامج التلفزيونية أن تؤسس قاعدة صلبة في أن تكون مصدراً من مصادر صناعة القصيدة وترويجها وإيصالها للمتلقي.
وأشار إلى ان أكاديمية الشعر عند تأسيسها وضعت مجموعة من الأهداف وحققت جزءاً كبيراً منها حتى الآن، وهناك أهداف بعيدة المدى نحصد نتائجها على المدى البعيد وعليها تبنى أهداف جديدة، ونحن لدينا طموحات كبيرة تتجاوز المحلية والعربية والوصول للآخر الذي لا يتحدث باللغة العربية، حيث تم إصدار ترجمات لأشعار وقصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، إلى جانب عدد من الترجمات الأخرى التي سترى النور قريباً.
حضور المثقف الإماراتي ووصف الناشر والكاتب الإماراتي جمال الشحي معرض الكتاب الإماراتي بالمنصة الثقافية الإماراتية التي تسلط الضوء على الكفاءات الوطنية في مجال الثقافة، وهذا ما قامت به هيئة الشارقة للكتاب مبكراً من خلال تنظيم هذا الحدث المتميز الذي يتألق به الكاتب والناشر الإماراتي معرباً عن شكره وتقديره للهيئة على هذا المجهود الذي تبذله لتعزيز حضور المثقف الإماراتي متمنياً الاستمرار في هذا العطاء الكبير.
وأشاد الشحي بدعم صاحب السمو حاكم الشارقة للكاتب والناشر الإماراتي، فنحن نعتبر إمارة الشارقة عاصمة عالمية للثقافة بامتياز وعن جدارة، من خلال تنظيمها لمختلف الفعاليات الثقافية ومعارض الكتب وجوائز عالمية تبدأ وتنتهي في الشارقة، لافتاً إلى أن حضور سموه للمعرض هي رسالة واضحة مفادها أن الكاتب والناشر الإماراتي يأتيان ضمن أولوياته، ونحن بدورنا نشكر سموه على هذا التشريف.
الوصول للعالمية من جانبها قالت الكاتبة الإماراتية الشابة إيمان اليوسف إن إمارة الشارقة سباقة دائماً لكل ما هو جديد ومناسب، فلديها استراتيجيات واضحة ومدروسة وذكية للوصول للعالمية، وقد وصلت من خلال تنظيمها للتظاهرات الثقافية ومعرض الشارقة الدولي للكتاب ومشاركاتها في مختلف معارض الكتب العالمية والعربية، وتنظيم هذا الحدث هو الرجوع إلى الجذور والهوية بما يعني أن الشارقة لديها هذا التوازن الرائع فهي تحتفي اليوم بالكاتب والناشر الإماراتي وكل من له دور في هذه المنظومة الفكرية والأدبية والثقافية.