الشارقة (وام)
تحتفل هيئة الشارقة للمتاحف بمرور 25 عاماً على تأسيس متحف الشارقة للفنون أحد الصروح الحضارية التي تم افتتاحها في شهر أبريل عام 1997 لتروي قصة الإبداع الإنساني فتوفر منصة للفنانين وتوثق المنجز الفني من خلال المعارض واللوحات والأنشطة التي استضافها منذ التدشين وحتى اليوم.
ويُعدّ متحف الشارقة للفنون أول مبنى تخصصي في منطقة الخليج ليكون متحفاً للفنون يدعم المشهد الفني من خلال دوره كمنصة التقاء رئيسية للفنانين ولاستضافة وتنظيم المعارض والأنشطة المتعلقة بدعم وتعزيز الحراك الفني والكشف عن المواهب والمقدّرات الفنية الوطنية والعربية، وأول مؤسسة متحفية معيارية استضافت ونظمت معارض للفنانين الأوائل الذين أصبحوا اليوم رواداً في عالم الفنون.
فعاليات ومعارض
وشكل عام 1997 باكورة لانطلاق المتحف، وتعزيز مكانته كإحدى أبرز الوجهات الداعمة للمشهد الفني ليس على الصعيد المحلي فحسب، بل على الصعيد العربي والعالمي أيضاً، حيث انطلق حراك المتحف بأنساقٍ تصاعدية استضاف خلالها العديد من المعارض لفنانين إماراتيين وعرب ودوليين. ونظم المتحف كذلك معرض المرأة والفنون - رؤية عالمية، الذي تضمن أعمال فنانات من مختلف أنحاء العالم، ومعرض الهندسة المعمارية في الأندلس بالتعاون بين السفارة الإسبانية ومؤسسة التراث الأندلسي، بالإضافة إلى تنظيم المتحف لسلسلة معارض علامات فارقة التي سلطت الضوء منذ انطلاق دورتها الأولى عام 2011 على أبرز الفنانين التشكيليين مثل عبدالقادر الريس ونجاة مكي وباية محيي الدين وثريا البقصمي وغيرهم من الفنانين البارزين الذين أثروا المشهد الفني العربي.
وحفل تاريخ المتحف بالعديد من الفعاليات والأنشطة والمعارض والأعمال منها رؤية في أشكال وديناميكية الفوضى: أنجيلا بولوك وماريا زيريس، وسحر الشرق - اللوحات الاستشراقية البريطانية من متحف تيت في المملكة المتحدة، والمقطوعة الأولى، وسبعة من بعيد، ونظم نسيج الذاكرة «الفنان سليمان منصور» وجبران خليل جبران «البعد الإنساني في رسوم جبرانية»، وكوبرا: 1000 «يوم من الفن الحر»، ومسارات الطباعة الحجرية للقرن التاسع عشر والحادي والعشرين من الهند وباكستان.
دور محوري
وقالت منال عطايا، المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف: «إن متحف الشارقة للفنون هو المتحف المتخصص الأول والأقدم في الدولة الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في عام 1997، ليلعب دوراً محورياً في توفير منصة لاستعراض أعمال الفنانين في الدولة والمنطقة، في وقت لم تكن تتوفر لهم فرص مواتية لعرض مواهبهم». وأضافت: «الهيئة ستستكمل مسيرتها في دعم الفنانين العرب وتكريس المزيد من الجهود لضمان وصولهم بشكل أوسع للجمهور من خلال مواصلة تنظيم المعارض وإصدار المطبوعات، بالإضافة إلى التزامهم نحو زوارهم من العوائل وطلبة المدارس حرصاً على تزويدهم بالفرص التي تسهم في اطلاعهم على الفنون وتحفيز مخيلاتهم نحو الإبداع عبر تنظيم مزيد من ورش العمل والبرامج المتنوعة».
واليوم يواصل المتحف تحقيق أهدافه التي تواكب، وتلبي رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في نشر ثقافة الإبداع الفني والحفاظ على التراث وإبراز أهميته في حياة الشعوب حيث يستمر في تنظيم العديد من المعارض مثل الذاكرة تنسج أحداثاً لم تتلاق من قبل، أعمال من مجموعة مؤسسة بارجيل للفنون والذي يضم مجموعةً مختارات من الأعمال الفنية المحلية والعربية التي تنتمي لأكبر المجموعات الفنية الخاصة وأكثرها تمايزاً في العالم العربي. هذا إلى جانب ما يوفره المتحف من فرصة لزيارة المعارض التي يستضيفها، حيث يمكن للزائر أن يكتشف كنوزاً من الأعمال الفنية الثرية، واللوحات الإبداعية الآسرة التي تستعرضها أكثر من 64 صالة عرض في المتحف، والتي تقدم لمحبي ومتذوقي الفنون ما يزيد على 300 عمل فني من شتى منابت وصنوف الفنون التعبيرية، منها مجموعة المستشرقين من اللوحات المائية والزيتية التي أهداها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لعرضها في المتحف منذ تأسيسه.
ومن ضمن مجموعته الدائمة، يستعرض المتحف أعمالاً آسرة من الفن العربي المعاصر لبعض أهم فناني الوطن العربي.. كما يمكن للمهتمين البحث في أكثر من 4 آلاف إصدار باللغة العربية والإنجليزية توفرها مكتبة الفنون التشكيلية التابعة للمتحف للتعرف إلى مشاهير الفن، والاطلاع على إبداعاتهم وتعدد أساليبهم الفنية.
وإلى جانب توفيره دخولاً مجانياً للزوار، يحرص المتحف على تقديم تجربة ثرية لهم من خلال جولات مجانية برفقة مرشدين يجيدون عدداً من اللغات منها العربية والإنجليزية، كما يخصص غرفة مجهزة للعناية بالأطفال، فضلاً عن فئة ذوي الإعاقات التي هيأ لها الظروف المواتية، منها تخصيص مدخل لمستخدمي الكراسي المتحركة.
الارتقاء بالذائقة
وأسهم المتحف خلال ربع قرن من الزمن في رفع الوعي الفني والثقافي والارتقاء بالذائقة الفنية لدى أجيال كاملة، خلال مسيرته الحافلة التي شهدت إطلاق الكثير من المبادرات، وتصميم البرامج والأنشطة التفاعلية التي تستهدف مختلف أفراد المجتمع الإماراتي وزواره والمشاركات الفاعلة مثل مشاركته في بينالي الشارقة الذي يُعد أكبر حدث فني في العالم العربي، فضلاً عن استضافة المتحف لمهرجان الشارقة للفنون الإسلامية.
ويوفر المتحف كذلك البرامج التي تعنى بالأسر والطلبة، كالبرامج الأكاديمية السنوية التي تستهدف طلبة المدارس والجامعات، وتتيح لهم فرصة خوض تجربة ثرية من خلال الأنشطة والجلسات النقاشية وورش العمل الفنية وغيرها بهدف رفع الوعي بالفنون وأهميتها لدى الطلبة. كما يطلق المتحف العديد من البرامج المجتمعية التي تتضمن ورشاً وأنشطة تفاعلية وبرامج تيسيرية تصمم خصيصاً للأطفال من ذوي الإعاقات.
واستجابة للمتغيرات والتطورات التي شهدها العالم خلال العامين الماضيين أطلقت هيئة الشارقة للمتاحف مبادرة التجول الافتراضي في أروقة متحف الشارقة للفنون لجميع الأفراد من مختلف أرجاء العالم في فرصة لزيارة المتحف افتراضياً والتعرف إلى أكثر من 100 لوحة فنية وعملٍ إبداعي. ويقع المتحف في شارع كورنيش الشارقة في منطقة الشويهيين الزاخرة بالمباني التراثية والأزقة المتعرجة التي تقود الزائر إلى أقدم الأسواق الشعبية والمحال التراثية التي نجحت إمارة الشارقة في الحفاظ عليها وأكسبتها صِبغة عصرية تضفي عليها جمالاً دون المساس بعمقها التراثي والتاريخي.