هزاع أبوالريش (أبوظبي)

أكد عبدالله ماجد آل علي، المدير العام للأرشيف الوطني بالإنابة لـ«الاتحاد الثقافي»، أن روحانيات شهر رمضان والصيام وقراءة القرآن الكريم، وصلاة التراويح وإحياء ليلة القدر... وغيرها، يشعر بها الجميع، ولكن المثقف والكاتب والشاعر أكثر إحساساً بها من الآخرين، إذ تتجاوز نظرتهم إلى هذه الروحانيات نظرة الآخرين، وكثيرون جداً من الكتّاب والمثقفين استطاعوا أن يعتمدوا على هذه الروحانيات في إبداعهم، ووسط أجواء الروحانيات الرمضانية يستطيع الواحد من هؤلاء أن يحلق في عالم الفكر والخيال، بعيداً عن الانشغال بمتع الدنيا وملذاتها من طعام وشراب وغيره، ويستثمر اللحظات الجميلة في أيام رمضان لكي يثري بها أعماله الإبداعية، ومن يتتبع كتابات الرحالة، وروائع الأدب العربي القديم والحديث، يجد الكثير منها حافلة بروحانيات هذا الشهر الفضيل. 
ويضيف: يجمع الباحثون على أن الدماغ في رمضان يقوم برفع مستوى الذكاء جزئياً، وهذا يمنح المبدع بعض الحرية الإيجابية التي تسهم في تحقيق مناخ إبداعي، وأثناء الصيام يجد خيال الصائم مساحة من الوقت أكبر في متابعة الأفكار والإمساك بها في حالة الإبداع، ويتفق كثير من المبدعين على أن الشهر الفضيل مليء بالفرص للتفكير الإيجابي المثمر.
وتابع آل علي: لا أخفي سراً بأن عملي يستحوذ على معظم وقتي في جميع شهور السنة، ولكني أسعى جاهداً من أجل الاستفادة من الصفاء الروحاني في الشهر الفضيل، ولا بد من أن أترك حصة من يومي أضع فيها شؤون العمل جانباً لكي أمارس دوري كوالد مع أفراد أسرتي، وكم أكون سعيداً حين أفتح أمامهم صفحات من الماضي، فأحدثهم عن ذكرياتي في الشهر الفضيل، وأجد هذا ضرورياً؛ إذ إن التطور الذي تشهده الإمارات بين كل عشية وضحاها يجعلنا في موقع المسؤولية أمام الجيل الجديد والنشء؛ لكي ننقل إليهم صور روحانيات رمضان التي كنا نعيشها قبل عقود. مشيراً إلى أن، لا بد من ذكر إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية التي استعادت ذكريات رمضان في الماضي، وفي مقدمتها: كتاب «ذاكرتهم تاريخنا» الذي يتحدث فيه الرواة من كبار المواطنين عن ذكرياتهم الجميلة في شهر رمضان، ونحن بدورنا ننقلها للأجيال.
وبالنسبة للغزارة الإنتاجية في هذا الشهر، قال آل علي: غزارة الإنتاج هدفنا في رمضان وفي غيره، ومن كان يبحث عن فرص زيادة الإنتاجية في الشهر الفضيل فإنه يستطيع ذلك، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الغزارة قد تكون بالنوع وليس بالكم، ولذلك فإن الفرد منا الذي يستطيع أن ينظم وقته بين العبادة والعمل، سوف يكون سعيداً جداً بساعات الصفاء الروحاني الذي يسود أيام الشهر الفضيل. منوّهاً برسالة مُلهمة للشباب: «الشباب هم أملنا في الخمسين عاماً القادمة التي نتطلع لكي تحصل الإمارات فيها على الصدارة عالمياً، ولذلك فنحن في أمسّ الحاجة إلى الإنتاجية الملهمة والإبداع المتميز».
وأختتم حديثه قائلاً: «على الشباب أن يسيروا على خطى القدوة، فمن يتأمل «يوميات زايد» الصادرة عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، يجد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- يواصل العمل في جميع شهور السنة وأيامها، وكان – طيب الله ثراه- أكثر ما يكون قرباً من شعبه في شهر رمضان، وكل عمل أو فكرة أو إنجاز خلده التاريخ عن الوالد المؤسس هو في المحصلة إبداع وإلهام للأجيال الجديدة.