هزاع أبوالريش (أبوظبي)
قال الدكتور حمد بن صراي، مؤرّخ إماراتي وأستاذ جامعي وباحث في التراث: إن شهر رمضان موسم مبارك تجتمع فيه كلّ خصال الخير وأعمال البِرّ، ومن أعظم ميزاته هذه الروحانيّة المؤثّرة في الأجواء من صلوات ودعوات وصدقات وقراءة للقرآن كريم، وكل هذا يُسعد ويلهم نفسيّة أفراد المجتمع بصورة عامة، والمثقّف والكاتب والشاعر جزء من هذا المحيط حيث يتأثّر بهذه الروحانيّة العظيمة فيزداد عطاؤه وصفاؤه رقّة ونفَساً شفيفاً ينعكسان على الكتابة والشّعر، وفي الوقت نفسه يرتبط المبدع بشكل أكبر بأفراد أسرته وأصدقائه الذين ربما لم تتهيّأ له الظروف للالتقاء بهم منذ وقت مديد.
استغلال الوقت
وأضاف د. بن صراي: في هذا الشهر الفضيل هناك سكينة تعمر النفس وطمأنينة تغمر القلب وصفاء يسكن الذهن مما يؤدّي إلى تنوّع في إبداع الكاتب والمبدع من حيث طبيعة الإنتاج، ولهذا نجد في أفكاره نوعاً من الروحانيّة، ومن هنا فإن عليه استغلال الوقت في تسجيل أفكاره أولاً بأول ثمّ يشرع في التدوين وترتيب الموضوعات.
وبالنسبة لقضاء الأوقات في هذا الشهر المبارك، تابع ابن صراي: في الراهن يأخذ الدوام الرسمي والتدريس جزءاً كبيراً من الوقت، ولم يعد للفراغ مجاله السابق في زمن الصغر أو الدراسة، وهكذا يمضي الإنسان في روتين العمل اليومي، وتكاد مشاكل العمل الإداري تكون متواصلة كما هي في ما قبل رمضان، إلا أنّ طريقة مواجهتها تكون أقلّ حِدّة واندفاعاً حتى لا يؤثر ذلك سلباً على الصوم، وهنا تأتي أخلاقيات رمضان فتهذّب النّفس، وما تبقّى من اليوم من بعد الظهر يستغلّ في قراءة القرآن الكريم والكتابة والقراءة والمراجعة للأبحاث، مؤكداً أنّ الصفاء النفسي يساعد على الكتابة ويسهم في غزارة الإنتاج بطريقة أو بأخرى، على الأقل تجعل الفرد متصلاً بجانب العبادة في جزء من الوقت خلال شهر رمضان، وهذا يساعد بالتالي على تنقية النّفس وتهيئتها للكتابة.
نصيحة ملهمة
واختتم ابن صراي حديثه بنصيحة ملهمة للشباب، قائلاً: «دائماً ما أوصي بالصبر والأَناة وعدم الاستعجال، لأنّ تحقيق الإبداع لا يأتي من فراغ ذهني، بل يأتي من مخزون فكري مستنير، وتمر بالإنسان لحظات من الإلهام في الكتابة وإبداع الأفكار، عليه اقتناصها لأنّه قد يفوته تسجيلها وتدوينها ووضع خطّة عملية متكاملة لتنفيذها، هذا في حالة المشاريع البحثيّة الكبيرة، وأمّا العناوين والموضوعات المحددة فتتطلّب جهداً في الكتابة وسلاسة في طرح الأفكار.