محمود إسماعيل بدر (الاتحاد)

الدّكتورة سناء الشّعلان، كاتبة وأديبة أردنية، تعمل حالياً أستاذة للأدب الحديث في الجامعة الأردنية، عضو رابطة الكتّاب الأردنيين، لها عديد المؤلفات والمجموعات القصصية والدّراسات الأدبية والكتب، أهمها: «هارون الرّشيد.. الخليفة العابد المجاهد، زرياب معلّم النّاس والأدب، عبّاس بن فرناس حكيم الأندلس، الخليل بن أحمد الفراهيدي: أبو العروض والنّحو العربي»، وسلسلة من المجموعات القصصية منها مجموعة بعنوان «تراتيل الماء»، وغيرها، ترى في حوارها لـ«الاتحاد» أن شهر رمضان هو مصدر إلهام وتنوير للكتابة والإبداع الرّصين. 
وعن كيف تقضي انشغالاتها أو ثمة برنامج تقليدي لها في هذه المناسبة الجليلة، تقول: «للشهر الفضيل تجلّيات روحانية خاصّة قلما نستشعرها في الشّهور الأخرى، كما أن الوقت الطويل يسمح لي بمتابعة نشاطاتي الثقافية والاجتماعية، ثم فرصة لمزيد من التّركيز في إنجاز الكتابات والمشاريع الأدبية المعلّقة، ضمن طقوس تبدأ من فترة ما بعد الفجر، حيث الصّفاء الذهني والنّفسي.

تفاصيل أسرية
ترتبط ذكريات رمضان عند الشّعلان، بطقوس الأسرة والعبادة والتآلف، وفي المقاربة تقول «أبرز تفاصيل الشهر الفضيل أسرية، لا تختلف كثيراً عن تفاصيل أي أسرة على المستوى العربي أو الإسلامي، في رمضان يتحوّل كل شيء لصالح البعد الرّوحاني، وهذا الشّهر الذي ننتظره بفارغ الصّبر، وهو ما ينتهي بعيد جميل، نبدأ بالتّحضّر له بشراء المستلزمات الخاصة به، أمّا عن أسرتي فتنشغل بتزيين البيت وجدرانه الخارجية ونوافذه وبوابته الرئيسية حتى انقضاء أيام العيد، وكل يوم نتشارك جميعاً في إعداد موائد الفطور التي تكون كعادة تقليدية على شرف عائلة من الأهل أو الأقارب والأصدقاء والأنساب.
ترى الشّعلان أنّ هذا الشّهر في الغالب هو فرصة من يريد المواظبة على أداء العبادات والتّسابق في قراءة القرآن والإحسان والتّصدّق والتّهجّد والذّهاب جماعات إلى صلاة التّراويح، حيث متعة اللّقاء بالجيران والمعارف وأصدقاء الدّراسة في مناخات صافية بعيدة عن مشاحنات الحياة ومكابداتها، على الرغم من ظروف الجائحة.

  • غلاف «هارون الرشيد»

موقف طريف
وتتذكر شّعلان موقفاً طريفاً من طفولتها، وتقول: «أفطرت في يوم واحد في الصّف الثاني، إذ أغرتني شقيقتي التي تصغرني، وهي تتلذّذ بالطعام، فقررت دون أن أشعر مشاركتها وأن أعلن للبيت بثورة طفولية علنية أنني جائعة، وأريد الأكل، يومها تناولت الكثير من الطّعام والحلوى الخاصة برمضان، لكنني ندمت فيما بعد ندماً شديداً على ما اقترفته، وكأنني ارتكبت جرماً في حق نفسي لا يغتفر».
عن رؤيتها للمشهد الثقافي العمّاني الرّمضاني، تجيب بقولها «غالبا ما يكون المشهد الثقافي في هذا الشّهر محجماً بعض الشيء، وذلك لانشغال الكتاب والأدباء والمثقفين بممارسة حياتهم اليومية الرّمضانية. 

«المسحراتي»
عن قراءاتها في رمضان تستعيد ضيفتنا قراءة رواية «حذاء فللّيني» للمصري «وحيد الطويلة»، وفي بقية أيامه أمضي بعض السّاعات مع البحر، وقد أشتري باقة ورد، فقد اعتدت شراء الورد في شهر رمضان، وهو خير من ألف شهر - حتى لا تذبل الشّمس، لكن في غيابها أجلس في شرفتي مساء أنتظر صوت «المسحراتي» لأمدّه بطبق من الحلويات الرّمضانية، كما كانت تفعل أمّي وجدّتي.