أبوظبي (الاتحاد)
نظم نادي تراث الإمارات، أمس الأول، في مقر مركز زايد للدراسات والبحوث بأبوظبي، محاضرة بعنوان «نحو نظرة جديدة لتاريخ الخليج العربي الحديث»، تحدث فيها معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري المستشار الثقافي في الديوان الملكي السعودي أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الأمين العام لمراكز الدراسات والوثائق بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
شهد المحاضرة حميد سعيد بولاحج الرميثي المدير العام لنادي تراث الإمارات، والدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وعلي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام، وعبد الله محمد جابر المحيربي المستشار في مكتب المدير العام للنادي، وجمع من المثقفين والمؤرخين والمهتمين.
ألقت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث كلمة باسم نادي تراث الإمارات، أكدت فيها أن المحاضرة تمثل لقاءً ثقافياً على شرف زيارة الدكتور فهد بن عبدالله السماري للنادي. ونوهت المنصوري بالإدارة المتميزة للدكتور فهد السماري وجهوده في الدفع بأنشطة الأمانة العامة لمراكز الدراسات والوثائق بدول مجلس التعاون الخليجي نحو توطيد العلاقات بين مراكز البحوث الخليجية وتنسيق تعاونها المشترك بما يخدم التاريخ الخليجي.
من جهته، قال الدكتور فهد السماري إن دول الخليج العربية استطاعت في فترة قصيرة أن تعيد تعريف مصطلح التطوير والتغيير التاريخي، مؤكداً أن هناك تحولاً كبيراً بدأت تظهر ملامحه اليوم في دراسة التاريخ، وعلينا أن نفهم أن التغيير في الدراسات التاريخية قادم وسيكون قوياً ومؤثراً، ملوحاً إلى أن هناك حاجة لعودة هذا المصطلح من جديد اليوم في ظل سيطرة الصورة البصرية على الناس.
وقال السماري إنه في الماضي كان الاعتماد على المصدر الأجنبي لدرجة أن بعض الباحثين يقدس تلك المصادر ويعطيها قوة في معلوماتها، بينما لا يلتفت إلى مكامننا الداخلية، منوهاً إلى أن التاريخ أصبح منفتحاً على الجميع، وظهرت أدوات جديدة يقدم من خلالها التاريخ لابد من أن يتم استيعابها، قبل أن يتساءل: «هل نحن كباحثين ومؤسسات مستعدون لهذا التحول؟».
ودعا السماري إلى الاهتمام بالتاريخ الثقافي والاجتماعي في ظل سيطرة التاريخ السياسي على المشهد، إلا أنه توقع انحسار الاهتمام بالتاريخ السياسي مستقبلاً لصالح التاريخ الثقافي والاجتماعي.
وأشاد السماري باتجاه مركز زايد للدراسات والبحوث نحو التوثيق، ووصف إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بأنه يمثل تراثاً من جهة النظر إليه والتعلم منه، ومستقبلاً لكونه يقودنا أيضاً إلى معرفة ما ينبغي أن نكون عليه في قادم الأيام.
من جهة ثانية، شمل برنامج زيارة السماري لنادي تراث الإمارات، جولة في معرض الشيخ زايد الذي يوثق لسيرة ومسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، كما تعرف على مكتبة زايد التي تضم مراجع تاريخية مهمة للباحثين والأكاديميين، وشملت جولته المعرض التشكيلي للفنانة خلود الجابري، والفنان عبد الكريم سكر، كما توقف على هامش المحاضرة عند اللوحة الجدارية التي رسمتها الفنانة لطيفة محمد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، داخل قاعة المحاضرات في المركز.