فاطمة عطفة (أبوظبي)
احتفالاً بيوم المرأة العالمي وشهر القراءة في دولة الإمارات، نظم صالون «الملتقى الأدبي» أول أمس جلسة نقاش افتراضية شاركت فيها عضوات الملتقى بالحديث عن السنوات التي مرت، فعبرت كل واحدة منهن عن تجربتها في القراءة والتفاعل، وعرضن لمحات من تأثير الملتقى على ثقافتهن بشكل عام، إضافة إلى لقاءاتهن مع أهم الكتاب والأدباء الذين حلوا ضيوفاً على الملتقى.
قدمت جلسة النقاش وأدارتها مؤسسة الملتقى السيدة أسماء صديق المطوع مقتبسة من قول نجيب محفوظ: «كلمة رجل جمعها رجال، وكلمة امرأة لا جمع لها.. المرأة لها كبرياء حتى في اللغة العربية تأبى أن تجمعها بغيرها أو تقارن بها».
وتابعت المداخلات بتقديم لمحات مما واجه الملتقى في بدايته من صعوبات تجاوزها بنجاح، وحقق إنجازات كان لها تأثيرها الفكري والثقافي على الجميع، من خلال قراءة الروايات والغوص في عوالمها، سواء بغياب الكاتب أو بحضوره، منذ تأسيس صالون «الملتقى الأدبي» عام 1995، حيث عمل منذ ذلك الوقت بجدية وتفانٍ على المساهمة في تطوير المشهد الثقافي في أبوظبي.
 وكانت الأهداف تكمن في التركيز على أهمية القراءة وتعزيز اللغة العربية ودورها في الانفتاح على الثقافات الأخرى وتبادل الخبرات، من خلال تفاعل مختلف الآراء وتنشيط العمل الثقافي. وأدى ذلك إلى اجتذاب العديد من محبي الثقافة وصنّاعها، من داخل دولة الإمارات وخارجها.وبعد 25 عاماً على تأسيس هذا المنبر الثقافي، أكدت المداخلات أهمية رعاية القيادة الرشيدة من أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، لتمكين المرأة في العلم والعمل ورعاية الأسرة، لافتات إلى حصول الملتقى على العضوية كأحد نوادي اليونسكو، لتوافقه مع أهدافها في الانفتاح على الآخر واحترامه وتطوير التجربة الثقافية.
وأكدت المطوع أهمية إطلاق جائزة للرواية الأولى مخصصة للأدباء الجدد وفتح باب التقديم لها، على أن يتم طباعة ونشر الكتاب للفائز الأول باللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب مسابقة صالون الملتقى الأدبي حول الأدب النسوي بمناسبة الاحتفال في شهر مارس بيوم المرأة الإماراتية، وستطرح الأسئلة يومياً على منصات الملتقى الاجتماعية، وتوزع الجوائز في نهاية الشهر، إضافة إلى تنظيم فعاليات افتراضية ستناقش كتباً ومواد أدبية مختلفة.
واختتمت جلسة الملتقى مع قراءة مقتطفة مما كتبه الناقد صلاح فضل عن الملتقى في كتابه «نون النسوة – مسيرة الملتقى»، الصادر عن «دار الآداب»، جاء فيه: «الملتقى في مدينة أبوظبي أسهم بشكل فاعل في الحراك الثقافي، واجتذب إليه العديد من صناع العملية الثقافية في الدولة والوطن العربي وفي مناطق متفرقة من العالم. ولم تكن نشاطاته تشمل على الرهان الروائي فحسب، بل كانت تنحاز إلى تأكيد الجانب التربوي والاجتماعي، من خلال محاضرات لأعضاء الملتقى وأصدقائه. وانطلاقاً من النجاح الذي حققه الملتقى، قطعنا على أنفسنا عهداً بتكرار التجربة، وتطويرها».