الشارقة (الاتحاد)
أكدت أكاديميات عربيات أن المرأة نجحت في خلق توازن بين الأدوار التي تؤديها في مجتمعاتها كعضو فاعل فيه، والمساهمة في مسيرة تطور وتنمية بلدانها من خلال أعمال قيادية ومناصب ووظائف أجادت العمل فيها، وأشرن إلى أن مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين يبرز مكامن القوة في المرأة، ويعزز من عملية التكامل الاجتماعي في مسيرة المجتمعات نحو التقدم والازدهار.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها مكتب «هيئة الشارقة للكتاب» في المنطقة الشرقية بمناسبة «يوم المرأة العالمي»، استضاف خلالها نخبة من الأكاديميات العربيات للحديث عن تجاربهن الشخصيّة ورؤاهن حول واقع المرأة ومستقبلها.
وقالت الدكتورة مريم المراشدة، من دولة الإمارات: «المرأة عموماً، والإماراتية خصوصاً، تميل بطبعها إلى الابتكار، حيث نرى أمهاتنا في السابق أبدعن في شتى مجالات الحياة داخل المنزل وخارجه، ما جعلها مؤهلة لتكون شريكاً رئيساً في التنمية».
وأضافت: «بالرجوع إلى نجاح دولة الإمارات في تمكين المرأة وتعزيز حضورها، نجد استراتيجيات وضعت لبناء القدرات، تجسدت في برامج ومبادرات شجعت المرأة على الدخول في كافة القطاعات، ما أثمر نقلات نوعيّة في دورها، فباتت مؤهلة لقيادة مشاريع عملاقة».
من جهتها، تحدثت الدكتور سارة جاد الله، من السودان، حول إنجازات المرأة السودانية والتحديات التي تجاوزتها لتحقيق ذاتها وكيانها قائلةً: «حملت المرأة السودانية على عاتقها دور الشريك الرئيس في الحياة، فمنذ القدم لم يكن دورها مقتصراً على الأعمال المنزلية وتربية الأبناء، بل نجدها شريكاً في الحقول والمزارع، لتدخل بعدها في العمل البرلماني، وصفوف الجيش، ومناحي الحياة الأخرى».
وتحدثت جاد الله عن تجربتها السينمائية والرياضية، حيث حصلت على بطولات في رياضة السباحة، وعملت في إنتاج الأفلام السينمائية والرسوم المتحركة، مؤكدةً أن بساطة العيش والترابط المجتمعي الذي يميز البيئة السودانية، كان له دور في تشجيع المرأة على الانطلاق نحو ممارسة الرياضة والإبداع فيها، لتتوالى إنجازات النساء السودانيات في القطاعات كافة، حتى أصبحن مؤثرات ولهن بصمتهن الكبيرة في التعليم العالي والمجالات العلمية والفنية.
وحول جهود تمكين المرأة في مملكة البحرين، قالت الدكتورة إسراء الظاعن: «أسست المملكة المجلس الأعلى لتمكين المرأة قبل عشرين عاماً لتعزيز حضور المرأة في المجال القيادي والمجتمعي، حيث تركز المملكة على أن يتماشى تمكين المرأة مع خطط الاستدامة والتنافسية، ويتم العمل على مبدأ تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، بما يصب في خدمة مشاريع التنمية المستدامة».
وأضافت: «وضعت المملكة خطط التمكين الاستراتيجية للمرأة ضمن منهج علمي تبنته الجامعات، ليتم نشر الوعي بقضايا تكافؤ الفرص، ما انعكس على المرأة في حضورها القيادي والمؤثر في القطاعات التي تتولاها، ومقدرتها على اتخاذ القرارات، إضافةً إلى الدور التكاملي الذي تلعبه الخطط في خلق توازن بين أدوار المرأة، كي لا تؤثر مشاريع التمكين على العلاقات المجتمعية والأسرية».