فاطمة عطفة (أبوظبي)

عقدت مؤسسة «خولة للفن والثقافة» في أبوظبي، أمس الأول، جلسة عن بُعد تحت عنوان: «الخط العربي وفق منظور الفن الحديث» قدمها شربل داغر، الأستاذ في جامعة بلمونت في لبنان، الذي انطلق في حديثه من رسالة لأبي حيان التوحيدي في علم الكتابة، ولكنها غير مدروسة في علاقتها مع فن الخط العربي، موضحا أن «الرسالة لم تحدد هل الخط العربي فن أم حرفة؟ وإنما تتناول هذا السؤال وفق الأسس النظرية الفنية والجمالية، وهو سؤال مطروح على نصاب الخط العربي في كتب الفن الغربية. وتابع أن السؤال يسري على متاحف الفن في العالم، وكيف تصنف تقسيمات الخط العربي: هل هو فن عالمي، أم خصوصي؟
وقال إن«العائد لرسالة التوحيدي يمكن أن يطالع فيها معارفه الواسعة واختياراته فيها وتذوقه المرهف للبدائع في عصره، إنه المورق ومحرر المخطوطات في المقام الأول، وهو بالتالي عرف الكتابة مثلما عرف الخط، وقد جمع وصاغ في كتبه ورسائله معارف عصره وحفظها واجتهد في تفسيرها والبناء عليها»، لافتاً إلى أن دارسي الفن قلما عادوا إلى هذه الرسالة. وأشار إلى أنهم كانوا ينصرفون إلى كتاب المقريزي الشهير«الخطط المقريزية» الذي ذكر الرسالة.
وعاد المحاضر إلى التوحيدي، موضحاً معرفته بالخطوط وأنواعها وصفاتها، والخطوط المتبعة بالعراق أكثر من غيرها، بينما تبدو معرفته عن الخط المغربي ناقصة. وأوضح أن الخط ارتبط بالدين والدولة، أي فن خط المصحف الشريف من جهة والفن التدويني والبلاغي المرتبط بالدواوين. وحول أهمية الخط من مكانة الدولة، استشهد بقول المأمون:«يطرز القلم أطراف الدولة ويقيم أعلام الخلافة»، أو قول آخر:«لولا الكتاب لما استقر التدبير ولا استقامت الأمور». وقال«ما استوقفني في كلام التوحيدي فنية الخط العربي وجماليته، أي ما يعكس نظرة التوحيدي إليه وتذوقه لروائعه البديعة». 
وتوقف عند مسميات الخط العربي من منظور الفن الحديث في المتاحف الغربية، موضحاً:«لو اكتفيت بمتحف «اللوفر الفرنسي»، بمجاميعه وكتبه التعريفية لوجدت أن الخط يتعين في قاعات خاصة في نطاق الفن الإسلامي. ويبقى الخط العربي مصنفاً ومعروضاً في سياق النظر التاريخي من دون أن يرقى إلى قسمة أو تمييز فن بعينه مثل الفنون الأوربية منذ عهد النهضة». وأوضح أن الخط العربي أو غيره من فنون وحضارات أخرى لا يخرج من التاريخ الثقافي المحلي الخصوصي في نظر النخب الأوربية إليه، ولا يصبح علامة عالمية بل أحد عناوين الفن العريضة.
ثم توقف المحاضر عند مدونة الفيلسوف الألماني إيمانويل الذي أطلق تعبير الفنون التشكيلية بما فيها الفنون التشكيلية الصغيرة ذات المقاسات الصغيرة.