الشارقة (وام)

برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أطلق أمس الأول المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة مؤتمر اللغة العربية الدولي الخامس (عن بُعد) في كل الأنحاء على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. يستمر المؤتمر حتى 30 يناير الجاري بعنوان «تعليم اللغة العربية وتعلمها، تطلع نحو المستقبل: المتطلبات، والفرص، والتحديات»، وقد انطلقت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر ببرنامج افتتاحي بحضور وافتتاح معالي الدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، وحضور الدكتور عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، بالإضافة إلى عدد من ذوي الاختصاص ومحبي اللغة العربية عبر برنامج زووم. بدأت فعاليات الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الإمارات والقرآن الكريم، ثم الكلمة الترحيبية للدكتور عيسى الحمادي، التي أشار فيها إلى أن المؤتمر يُعد أحد البرامج المعتمدة للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج للدورة الحالية، موضحاً أن المؤتمر يسعى إلى استجلاء ومناقشة القضايا والدراسات والأبحاث وأفضل الممارسات والتجارب العلمية والعملية ذات الصلة بواقع تعليم اللغة العربية وتعلمها، وطرح حلول للمشكلات، والاطلاع على أحدث المستجدات والمبادرات المبدعة والتقارير والتجارب الناجحة، كما يسعى إلى نشر الوعي وتحمل المسؤولية المشتركة وضرورة التنسيق بين المؤسسات المعنية بتعليم اللغة العربية وتعلمها، والإفادة من التجارب والخبرات العالمية، لتطوير تعليم اللغة العربية مع مراعاة خصائصها، بالإضافة إلى مناقشة التحديات العصرية التي تواجه مستقبل تعليم اللغة العربية وتعلمها. 

واقع «العربية»
يشار إلى أن المؤتمر يَهْدِفُ إلى تشخيص واقع تعليم اللغة العربية وتعلمها على المستويين الإقليمي والعالمي، وتبادل الثقافة والمعرفة حول القضايا المعاصرة في مجال تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها، والإفادة من البرمجيّات والتقنيّات الحديثة في تدريس اللغة العربية وتحديد مَعالِم الإيجابيَّات والسلبيَّات المتعلِّقة بتوظيف التقنية في تعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى استشراف مستقبل التعليم (عن بُعد) في العالم العربي وتحديد معالم التحديات التي تواجه تطويره. 
ويتضمن برنامج المؤتمر (24) ندوة علمية و(3) ندوات لأفضل الممارسات والتجارب بمشاركة 128 خبيراً وباحثاً. 

تشجيع المبدعين
وأشار الدكتور عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، إلى أن أهمية المؤتمر تكمن في تشجيع الإبداع والمبدعين، وطرح حلول للمشكلات التي تواجه تعليم اللغة العربية وتعلمها، ورؤى جديدة للتعامل معها، عبر مجالات علمية وتطبيقية بمؤسسات التعليم، وجعل اللغة العربية مسايرة لمتطلبات العصر، ووضع الحلول العلمية والعملية لمعالجة مواطن الصعوبة، لفتح آفاق مستقبلية للبحث الجاد لتطوير وتوظيف المفاهيم والنظريات الحديثة في تعليم اللغة العربية وتعلمها، كما أنه يسعى إلى معرفة الإمكانات المتاحة لخدمة اللغة العربية وآفاقها المستقبلية، لتواكب التطوّرات العلمية والتكنولوجية السريعة، حسبما يقتضيه العصر في ظلّ تحديات عصر العولمة والتقانة، وفهم معطيات المرحلة الحالية وجعلها مسايرة لمتطلبات العصر، وبذل الجهد والعطاء وتقديم الرعاية لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها وحمايتها.

وسيلة للتقارب والحوار
قال الدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، إنّ اللغة أداة الفكرِ، ووسيلة التقاربِ والحوارِ بينَ أفرادِ المجتمعِ، كما أنَّها تمثلُ هويةَ المجتمعِ، ووعاءَ نتاجهِ الأدبيّ والفكريّ والعلميّ، كمَا كانتْ وستظلُ مكوناً أساسيّاً للمجتمعاتِ البشريَةِ، بسببِ دورِهَا في تشكلِ الوعيِ المعرفيّ والثقافيّ والحضاريّ للشعوبِ، بالإضافةِ إلى بناءِ شخصيةِ الفردِ وهويتِهِ بمكوناتِهِا المختلفَةِ من قِيَمٍ ومعتقداتٍ؛ لذا فالاهتمامُ بِها وصيانتُهَا، والنهوضُ بهِا، واستشرافُ مستقبَلِهَا تُعَدُ مظهراً حضارياً عِندَ جميعِ الأممِ، خصوصاً في ظلِّ المتغيراتِ التي يشهدُهَا عالمُ المعرفةِ، والحوسبةِ الرقميّةِ، والتكنولوجيا الحديثةِ. 

رصدِ التحولاتِ الرقميّةِ
يطرحُ المؤتمرُ عدداً من القضايا والدراساتِ والبحوثِ المرتبطةِ بتعليمِ اللغةِ العربيّةِ وتعلُّمِهَا، مع تناولِ أفضلِ الممارساتِ والتجاربِ العلميّةِ والعمليّةِ في مجالِ تطويرِهَا، ورصدِ التحولاتِ الرقميّةِ والتكنولوجيّةِ في عمليتِي التّعليمِ والتعلُّمِ في ظلِّ تحدياتِ جائحةِ (كوفيد-19) وما بعدَها، بالإضافةِ إلى مناقشةِ أبرزِ التحدياتِ المستقبليةِ، وتناولِه القضايَا والمشكلاتِ التي تُواجهُ تعليمَ اللغةِ العربيّةِ وتعلُّمَها، ورصدِه واقعَ الإمكاناتِ المتاحةِ لخدمةِ اللغةِ العربيةِ، والعنايةِ بكلِّ ما مِنْ شأنِهِ تطويرُ تعليمِ اللغةِ العربيةِ وتَعلُّمِهَا وفقَ أفضلِ النظرياتِ التربويّةِ الحديثةِ بالاستفادةِ مِنْ التجاربِ والخبراتِ الدوليّةِ والإقليميّةِ في هذا المجالِ، مع دعمِ كلِّ الأطرافِ المعنيّةِ بتعليمِ اللغةِ العربيةِ وتعلّمِهَا للناطقين بِها، وبغيرِهَا مِنْ المعلمين، والمشرفين، التربويين، ومصممي المِناهجِ والباحثين، ومخططي السياساتِ التعليميةِ، وذوي الاختصاصِ من العاملين في مجالِ التربيّةِ والتعليمِ. وقد تتابعت ندوات المؤتمر وكانت عبارة عن ثلاث ندوات تضمنت 16 ورقة بحثية في موضوعات مختلفة، تناولت ورقات بحثية بعنوان «التعليم عن بُعد واستراتيجيات تعليم اللغة العربية»، و«جودة مناهج اللغة العربية المبتكَرة في ضوء متطلبات التعليم عن بُعد»، و«معايير توظيف التقنية في تعليم اللغة العربية».