محمد عبدالسميع (الشارقة)
يبعث المتحف الشخصي لجامع التراث الإماراتي راشد بن ناصر الزري على العيش في جمال «زمن لوّل»، وقراءة تفاصيله للمهتمين، وهم يتجوّلون بين معروضات متنوعة ومتكاملة تعيدهم إلى فترات عذبة ولافتة بما فيها من حنين وذكريات.
أوانٍ فخّاريّة، شِباك بحريّة، فخاريات وأكسسوارات، كاميرات تصوير، عملات وتلفزيونات قديمة، والكثير من المعروضات والتحف والمقتنيات الأثريّة، يحوزها راشد الزرّي، سعيداً بهذه الحياة التي يتيحها للزوّار من الأجيال المختلفة.
لم يجد الزرّي بُدّاً من تحويل جزء من منزله إلى متحف يكون سجلاً يروي تاريخ الدولة وأهمّ ما مرّ بها من أحداث، من خلال لوحات وصور نادرة ومقتنيات من البيوت القديمة، مؤكّداً أنّ ما يقوم به هو جزء من الوفاء لهذا التراث الغنيّ بتفاصيله.
الارتباط بهذا العمل نابع عن حبّ واستمرار يجب أن يتوفّرا في الباحث وجامع التراث، كما يقول الزرّي الذي يؤكّد قيمة المقتنيات الشخصيّة القديمة في دعم التراث وإغنائه بالتعاون مع مؤسسات الدولة.
ويؤكّد الزري أنّ التراث الإماراتي يشكّل جزءاً كبيراً من نفوس الآباء والمخلصين له، فلا يمكن أن يندثر أو يزول، وهو ما جعل من عملية إحياء التراث الشعبي والمحافظة عليه من الاندثار، عمليةً متواصلة، مستذكراً جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤيته الريادية في تأصيل العادات والتقاليد وتأكيده في نفوس الناشئة والأجيال.
ويجسّد المتحف صورةً صادقةً عن نمط الحياة القديمة في الإمارات، وأدوات الإنسان الإماراتي وتطويعه مقتنياته وأدواته من بيئته ومما تسمح به ظروف ذلك الزمان.
ومن متعلقات البحر وأدواته، يعرض الزري في متحفه أدوات متنوعة تعبر عن البيئة البحرية والتراثية، وغيرها من الأواني، والمشغولات اليدوية، والخوص، والحصيرة.
وفي زياراته لبعض الدول، يسعى الزري لجمع الكثير من روائع الفن التراثي القديم، مثل: كاميرات تعود لعقود عدّة، وراديوهات متنوعة الصنع، وخزفيات ومنسوجات ومنحوتات وزجاجيات، بالإضافة إلى مقتنيات من الأسلحة والسيوف والمباخر، فضلاً عن الإصدار الأول لعملات قديمة اُستخدمت قبل قيام الاتحاد، وفترات أخرى.
ويحكي كلّ ركن من مقتنيات المعرض مشهداً معيناً يضع الزائر بجولة بانوراميّة تضعه بذاكرة وحياة وصور وجدانية وزمان ومكان أصيلين، مما يمكن اعتماده وقراءة فترات ومحطات مضيئة وتفاصيل عاشها الآباء، كملامح تراثيّة تعتزّ بها الدولة وتوليها عنايتها القصوى في احتفالها بأعيادها الوطنيّة ومناسباتها المهمّة.