دبي (الاتحاد)

شهدت «قمة اللغة العربية»، جلسة نقاشية حملت عنوان «علاقة الشباب باللغة العربية»، بمشاركة كل من سعيد النظري مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب، والإعلامي غيث الحوسني، ووائل حبال المدير التنفيذي لمركز التطوير البشري للتدريب.

تدوين و«بودكاست»
خلال الجلسة أكد سعيد النظري، أن الشباب العربي مرتبط بشكل عميق بلغته العربية لأنها تمس هويته وتعرفه على القيم والنجاحات والإنجازات التي يحققها مجتمعه، لذا هناك علاقة حب واعتزاز بين الشباب واللغة العربية، موضحاً أن لغة الضاد فرصة لتعزيز نجاحات الشباب وإبراز قدراتهم، منوهاً بوجود الكثير من الإنجازات والمشاريع الناجحة باللغة العربية من التدوين الصوتي و«البودكاست» لإضافة محتوى مميز باللغة العربية على الشبكة الرقمية. 
وأفاد النظري أن حكومة دولة الإمارات قدمت الكثير من الجهود والمبادرات لترسيخ اللغة العربية، منها تأسيس مركز أبوظبي للغة العربية، إلى جانب مشاريع المعاجم التي تعمل على إنتاج مصطلحات جديدة، مشيراً إلى دور باحثي اللغة العربية لوضع بدائل تصف المصطلحات الأجنبية بشكل واضح، وتقديم مصطلحات لغوية معاصرة للتقنية، لتمكن الشباب من لغتهم وتقدم لهم أدوات صحيحة لاستخدام «العربية» بما يعزز ثقتهم وقدراتهم على التواصل مع العالم، وتجاوز التحديات التي تحول دون وصول «العربية» إلى المكانة التي تليق بها. 

المسار الصحيح
بدوره، أفاد وائل حبال، أن مجتمعاتنا العربية تشهد تذبذب في علاقة الجيل الحالي باللغة العربية، وهناك تحد كبير يكمن في مسار التعليم الذي يركز على لغات أخرى وهنا تكمن الخطورة، حيث نرى الأطفال يفكرون ويتحدثون بلغات غير العربية، ما يتطلب حشد الجهود من الأهل لوضع الأطفال على المسار الصحيح، والعمل على إعادة النظر في آليات التسويق للغة العربية بين قطاع الشباب عبر طرح مبادرات ومشاريع محفزة تحببهم في «العربية». 
وأضاف حبال أن للإعلام العربي دوراً في تقديم محتوى إعلامي وترفيهي جذاب باللغة العربية، مع عمل الحكومات على تطوير تعليم «العربية». 
من جهة أخرى، ناقشت جلسة «المحتوى العربي على الإنترنت: تحديات وفرص»، أهم التحديات والفرص الكامنة في حضور المحتوى العربي على شبكة الإنترنت وفعاليته، وسبل تعزيز انتشار اللغة العربية وتمكينها.

لغة مرنة
سلط غيث الحوسني الضوء على جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في إطلاق المشروع الثقافي والحضاري «المعجم التاريخي للغة العربية»، والذي يرصد مفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً ماضية، ويؤكد المشروع أن اللغة ليست أداة تواصل فحسب، بل هي ظاهرة اجتماعية حاملة للهوية، حيث يتابع مشروع المعجم حركة تغير الكلمة عبر التاريخ وتغير مدلولاتها، مما يعني أن اللغة العربية مرنة وقادرة على إنتاج كلمات حديثة تواكب العصر، لذا من المفترض أن تتابع اللغة العربية صناعة المصطلحات الجديدة.