دبي (الاتحاد)
أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون (دبي للثقافة) وعضو مجلس دبي، أهمية تضافر الجهود واستكشاف فرص التعاون بين القطاعين العام والخاص، وكذلك الأفراد، للارتقاء بمنظومة الصناعات الثقافية والإبداعية في الدولة، منوهةً بالإمكانات التي تمتلكها المنطقة في القطاع الإبداعي، والكيفية التي تسهم بها الصناعات الثقافية والإبداعية في اقتصادات الدول، وأهمية التعاون وتضافر الجهود لتطوير هذا القطاع والنهوض بمخرجاته.
جاء ذلك خلال مشاركة سمو الشيخة لطيفة بنت محمد في أعمال «المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي 2021» الذي عُقد من 7 إلى 9 ديسمبر في مقر معرض «إكسبو 2020 دبي»، وضمن جلسة خاصة حملت عنوان «هل الإبداع للجميع: الشمولية والتنوع»، وحاورت سموها خلالها الإعلامية بيكي أندرسون، مقدمة برنامج Connect the World الشهير ومدير تحرير «قناة سي إن إن» أبوظبي.
وأشارت سموّها خلال الجلسة إلى أن الأسس القوية التي وضعتها دبي للارتقاء بمجالات الإبداع وتأصيل مبدأ التعاون بين القطاعين الخاص والحكومي في تحقيق هذا الهدف، ستجعل من الإمارة واحدة من المجتمعات الإبداعية الرائدة في العالم. وبيّنت سموّها أن تفشي الجائحة سلّط مزيداً من الضوء على الجهود الكبيرة التي بذلتها «دبي للثقافة» في تحقيق ذلك، إذ شكّل الموقف الاستثنائي حافزاً للهيئة على التحرك بشكل سريع لرعاية المواهب الإبداعية وتوحيد جهود الهيئات الحكومية في الإمارة لدعم الصناعات الثقافية والإبداعية.
وخلال الحوار، تطرّقت سمو رئيسة دبي للثقافة إلى المجالس العديدة التي التقت خلالها نخبة من الخبراء والمواهب الواعدة في القطاع الثقافي والإبداعي، والتي أتاحت لسموها إقامة حوار بنّاء معهم والاستماع للأطراف التي تأثرت بشكل مباشر من تفشي الجائحة، حيث ساهمت تلك الحوارات في تمكين الهيئة من اتخاذ خطوات وإجراءات ذات تأثير إيجابي طويل الأمد على القطاع الإبداعي.
وقد أثمرت تلك اللقاءات والمجالس، والتي تترأسها سموها، عن عدد من المبادرات منها: إطلاق «منطقة القوز الإبداعية» التي تُعد الأولى بين المناطق الإبداعية المُزمع افتتاحها في أنحاء دبي، وتهدف لأن تكون بمثابة مركز للفنانين والمبدعين تمكنهم من العيش والعمل ضمن بيئة إبداعية متكاملة، وتقدم حوافز مثل الإعفاء من الرسوم والإيجارات المخفّضة وتوفير الدعم لتأسيس المشاريع الإبداعية لمساعدة رواد الأعمال على الازدهار والنجاح.
كما نتج عن تلك اللقاءات إطلاق مبادرة «مقتنيات دبي»، وهي نموذج شراكة جديد ومبتكر يجمع بين أعمال فنية استثنائية من مقتنيات أفراد ومؤسسات يساهمون بها لتكون متاحة أمام الجمهور في دبي، وذلك بهدف تقريبهم من المجتمعات الإبداعية في الإمارة. وتشكل هذه المبادرات جزءاً من استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، الهادفة إلى زيادة عدد الشركات والمؤسسات الإبداعية والثقافية خلال السنوات الخمس المقبلة وتمهيد الطريق لتصبح دبي مركزاً عالمياً رائداً للإبداع والثقافة.
وفي معرض حديثها عن التأثيرات المترتبة عن تفشي الجائحة في العالم وكيف غير ذلك من نمط حياتنا، قالت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد: «تغيّر العالم الذي نعرفه بعد تفشي الجائحة، وقد دفعنا ذلك إلى تسريع العمل على استراتيجية الصناعات الثقافية والإبداعية. تعاونّا بشكل وثيق مع الجهات الحكومية ورواد الأعمال والمجتمعات الإبداعية طوال فترة تفشي الوباء للمحافظة على ازدهار القطاع الإبداعي ومواصلة نموّه. وساهمت هذه اللقاءات المثمرة مع رواد القطاع والمجتمعات الإبداعية في إنشاء مبادرات مستدامة تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة».
وعُقدت الجلسة الحوارية مع سموّها تحت محور «إعادة ابتكار العمل: تواصل الناس والأفكار والأماكن»، وهو أحد المحاور الستة التي ارتكز عليها برنامج المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي 2021 لفتح باب حواراتٍ مثمرة تسهم في رسم مستقبل الاقتصاد الإبداعي العالمي.
وشكّل المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي نقطة التقاء جمعت شخصيات رائدة في القطاع على مستوى العالم، ومنصة تفاعلية لتبادل المعرفة والخبرات ومناقشة الأفكار في سبيل اتخاذ خطوات ملموسة نحو اقتصاد إبداعي أكثر استدامة. وكانت إندونيسيا قد استضافت النسخة الأولى من المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي في عام 2018.