فاطمة عطفة (أبوظبي)
شارك الفنان حازم حرب في عمل تركيبي بنسخة فن أبوظبي 2021، يتماشى مع المعرض الفردي الكبير الذي يستضيفه «مركز مرايا للفنون» في الشارقة من 20 أكتوبر هذا العام لغاية 10 فبراير المقبل، تحت عنوان «حازم حرب: متحف مؤقت لفلسطين» وبهذا العمل يقدم الفنان حواراً بصرياً يدعو المتلقي إلى التأمل في جدران من علب زيت الزيتون الفارغة، والتي تعكس أهمية أشجار الزيتون في فلسطين، حتى إنها تمثل رمزاً للهوية الفلسطينية، كما تعد مصدر دخل اقتصادي مهماً، وتمثل بسبب عمرها الطويل رمزاً للصمود والمقاومة.
وقال: «كل إنسان يعود بذاكرته الشخصية إلى جذوره وهويته ووطنه، لكن الفنان بعد فترة يصل إلى مرحلة أن العالم كله جزء من هويته الكونية، حتى لو أنني في بعض الأعمال أحكي عن قضيتي، لكني أحاول أن أعرضها بشكل كوني».
ويكشف الفنان في العمل عن صورة فوتوغرافية من مجموعته القديمة لأفق مدينة القدس عام 1920، يأخذ من خلالها المشاهد في رحلة إلى وطنه فلسطين، ليعالج فكرة الانتماء إلى الوطن على الرغم من البعد الجغرافي، باستعمال كلمات الشاعر محمود درويش في قصيدة «الأرض» التي نظمها عام 1988، حيث يضيء على السطر الشعري القائل: «أنا الأرض والأرض أنت».
وعن تأثير ظروف الحجر على أعماله، قال حرب: «أعتقد أن الحدث الثقافي في أبوظبي مثله مثل جميع الأحداث العالمية التي توقفت بسبب «الجائحة»، لكن العودة الآن في أبوظبي قوية، من خلال المعارض التشكيلية والأحداث الثقافية التي تدمجها العاصمة مع معارض فن التشكيل، ما يُعد إحياء للثقافة الإنسانية».
 وأشار حرب إلى عمله القائم في مركز الفنون بالشارقة، وهو مرتبط بهذا المعرض المكلف فيه من «فن أبوظبي» بعنوان: «الحدود هي فقط في عقولنا»، وهو عمل مكون من جزأين، الأول موجود في «جبل حفيت»، والثاني موجود في منارة السعديات بـ«فن أبوظبي»، يجسد خريطة للعالم العربي معبأة بالرمال، وهو استرجاع لذاكرته الطفولية، وقال: «كأي طفل عربي في عام 1989 أدرس منهج الجغرافيا العربية الموحدة بلا حدود، وبهذا العمل أسترجع ذاكرة ذاك الطفل على أمل أن يتحقق هذا يوماً ما»، موضحاً أن وجود الرمل في العمل رمز للمنطقة العربية.
وفي العمل الفني التركيبي «جدار من تنك الزيت»، قال: إنها تعكس فكرة الجدار من الزيتون حامي مدينة القدس، وهذه التنك تحمل رمزية للهوية الفلسطينية كهوية شخصية، وفكرة التنك دلالة للحفاظ على الشيء.
وحول تشكيل الفكرة لدى الفنان وتنفيذها على الواقع، قال حرب: إن الأفكار تحتاج إلى بحث وتمحيص ودراسة، ولا يكفي أن يضع الفنان الفكرة ويقوم بتنفيذها بشكل سريع، موضحاً أن أعماله مرتبطة بالبحوث والقراءات في الكتب لإغناء التفكير والتأمل. موضحاً: «الفنان مثل الكاتب والمسرحي، وأنا أرى العالم كأنه مسرح، وأتفاعل وأتأمل ما فيه، فهذا جزء من حياتي التأملية للعالم، لكن أنا من مواليد القراءة للتاريخ القديم والمعاصر وقد تأثرت بإدوارد سعيد كمفكر ومحمود درويش كشاعر وهما ملهمان لي، وعندي العديد من الأعمال متعلقة بالاستشراق، وهي مستلهمة من قراءاتي لمقالات إدوارد سعيد وكتابه عن الاستشراق».