فاطمة عطفة (أبوظبي)
مع انطلاق النسخة الأولى من معرض «فن الحين 2021»، التي تشمل أعمالاً لسبعة فنانين مختارين للتنافس على جائزة «ريتشارد ميل للفنون»، جاء معرض هذا العام تحت عنوان: «في الذاكرة والزمان والمكان»، الذي يُقام في اللوفر أبوظبي من 18 نوفمبر الجاري إلى 27 مارس 2022، وشارك فيه سبعة فنانين هم: محمد كاظم، كريستيانا دي ماركي، لطيفة سعيد، ميس البيك، ناصر الزياني، وطارق الغصين. 
من جانبه، قدم الفنان محمد كاظم في هذا المعرض سلسلة من الصور الفوتوغرافية يظهر فيها واقفاً في منطقة الممزر بدبي إلى جانب أعلام صغيرة، وعن هذه اللوحات قال: هذه الأعلام لا تمثل الدول، بل هي أعلام تمثل إنشاءات الطرق والأرصفة القادمة، ويأتي موقع هذه الأعلام بصفتها عنصراً هيكلياً في الصورة، لأن تفكك العلاقة بين الذاكرة والأرض يسبب الترابط في ذهن الناظر بين الماضي والحاضر والمستقبل. 
ويستخدم كاظم التكرار ليسلط الضوء جلياً على التوتر الحاصل في قلب بيئته الأم، حيث يبين في هذه الصور الفنية أن الزمان صار مرناً مطاطاً، لأن المكان اختزل في فعل نصب العلم الذي يرمز لبدء البناء، وهذا في الوقت نفسه مادي وزمني، فحركة العلم تولد إحساساً جديداً بالمكان، تزيد منه وقفة الفنان أمام المشهد التي تعكس وقفة الناظر أمام الصورة.
وحول ظروف الجائحة وكيف كانت نتائجها على الفنان، أوضح كاظم أنه قبل الجائحة كان لديه معرض شخصي في السعودية، لكن بسبب الجائحة أغلق من بدايته لمدة 6 أشهر، ثم تم فتحه من جديد بتجارب فنية حديثة، مؤكداً أن الأفكار التي كانت تدور بخلده خلال الجائحة كانت جيدة، لكن الحركة كانت بطيئة، وقد اشتغل مؤخراً على عملين كبيرين معروضين في جناح الاستدامة بـ«إكسبو 2020 دبي»، إضافة إلى مشاركته حالياً باللوفر أبوظبي مع عدد من الفنانين، وهي فرصة لها أهمية متميزة، مبيناً أنه سبق وأن شارك مع بعض منهم في معارض سابقة. 
وأضاف كاظم أن هذا العمل يداعب الذاكرة، وهذه الأعلام كما ذكرت كانت بين منطقة الممزر والخان، وقد تقسمت بعد ذلك بين حدود دبي والشارقة، لكن الشركة المنفذة وضعت أعلاماً عبارة عن أقمشة ليس لها علاقة بدولة معينة، وبما أنني أتفاعل مع المتغيرات الموجودة في البيئة المحلية، فأنا دائماً أرصد هذه العناصر المحلية وأدخلها ضمن سياق العمل الفني، موضحاً أن صور بعض هذه الأعلام، كان قد صورها أيضا من قبل الفنان الراحل حسن شريف، لكني عدت وصورتها من جديد في عام 2003 خلال «بينالي الشارقة الدولي»، وبهذه الحالة أسترجع ذاكرة المشاهد إلى الماضي، وأدفعه لرصد الحاضر وما يتوقعه في المستقبل، لمتابعة التغييرات التي تحدث على جميع المستويات، سواء المؤسسات الثقافية أو السياسية أو الأحوال البيئية والاجتماعية، وإذا أردنا أن نتحدث في الجانب الفني أيضاً فهناك تغييرات كثيرة في مجالنا، تدفعنا للإبداع في كل لحظة.
وعن مواكبة الفنان للتغييرات الحاصلة، يوضح كاظم «كفنانين دائماً نرصد هذه التحولات والتغيرات بكل جوانبها البيئية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لأننا نعيش في عصر الصورة، ليس فقط المتغيرات لدينا بل التغيرات العالمية أيضاً التي نعيشها، والتي يمكن للفنان أن يستخدم فيها جميع الوسائل منها التقليدية، وينتجها كعمل فني بديع.