فاطمة عطفة (أبوظبي)
جلسة افتراضية بعبق التراث الإماراتي تعبّر عن مكون مهم من مكونات التراث الأصيل ممثلاً في «البرقع الإماراتي»، نظمتها أمس الأول، مؤسسة «بحر الثقافة»، وقدمتها الروائية مريم الغفلي، موضحة أصول البرقع وتاريخه وتنوع أشكاله في مناطق مختلفة من الخليج العربي امتداداً إلى مصر والجزائر، واستعرضت في حديثها مصحوبة بالصور أنواع البرقع وكيفية صناعته، حيث كان يشكل دخلاً مهماً لمن تقوم صنعه.
بدأت مريم الغفلي حديثها قائلة، إن الماضي هو زاد المستقبل، منه نتزود ومن ثم ننطلق، فتراثنا هو سمة ميزتنا عن سوانا، كما ميزة هذه الأرض وهذا المكان، كمعبر تجاري مهم منذ الأزل. وأضافت: كل ما نحن فيه من تميز لم يأتِ من فراغ، إنما كان وراؤه مميزات عدة من إرث متوارث وتراث مادي وغير مادي يجب الحفاظ عليه وصونه.
وتابعت الغفلي، قائلة: في لقائنا هذا سوف نرحل إلى زمن بعيد، نحفر في طبقات الزمن والمكان عما كان، باحثين عن سر تميزت به نساء الإمارات قديماً، لنكشف عن العلاقة التي تربط بين البيئة الطبيعية التي استوطنتها المرأة الإماراتية وبين الزي التقليدي الذي ارتدته، مشيرة إلى أن «البرقع» هو الذي شدها لأنه رمز من رموز الزمن الجميل، وسمة ميزت ابنة الإمارات عمن سواها، على الرغم من وجوده في كثير من الدول العربية والإسلامية، فقد تميز البرقع الإماراتي عن غيره بنوع من الجاذبية والسحر، حاملاً رسالة فنية تراثية خفية.وأوضحت الغفلي أن البرقع الإماراتي، قديماً وحديثاً، يعد من مكونات الأزياء الشعبية التقليدية، كما أنه كان أداة من أدوات الزينة عند النساء قديماً، حيث يستخدم لتغطية الوجه، كرمز للوقار والستر، وهو جزء لا يتجزأ من العادات والتقاليد التي تربى عليها الجيل القديم.
وتساءلت الغفلي ما هو أصل البرقع.. وهل هو عربي أم لا، وكيف جاء ومن أتى به، وما الفرق بينه وبين باقي البراقع المنتشرة في في بلدان عربية وإسلامية عدة، ومن هن أشهر النساء اللواتي امتهن مهنة قرض البراقع واللواتي كان يطلق عليهن اسم «القريضيات»؟
أجابت الغفلي بطرح بعض الصور المتنوعة من البلدان العربية، وروت حكاية البرقع وكيف بدأ في الخليج العربي وعمان وإيران ومصر والجزائر، خاصة البرقع السيناوي في سيناء التي تتميز بتراثها البدوي وزيها الذي يضفي جمالاً ووقاراً، وهناك برقع «اليشمك»، موضحة أن مَن قرأ روايات نجيب محفوظ ومحبي الأفلام المصرية القديمة سوف يتذكر شخصيات الحارة المصرية القديمة التي صورها نجيب محفوظ بالبرقع واليشمك والملايه اللف.
وعرجت الغفلي إلى برقع «بئر السبع» في فلسطين، كما أشارت إلى البرقع في الجزائر «العجار»، قائلة: ربما تعود أصوله إلى المورسكيين إبان هجرتهم من الأندلس، ولقد تلازم ارتداء برقع «العجار» مع الحايك في الجزائر، كما هناك البرقع الطارقي في عمق الصحراء الكبرى، وهناك البرقع الأفغاني، وغيره.