الشارقة (الاتحاد) 

ثمن الأديب والروائي الكويتي طالب الرفاعي تكريمه بجائزة شخصية العام الثقافية في الدورة الـ40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأكد أن تجربته الإبداعية كانت حصيلة مراحل مختلفة من القراءات التي غرست في وعيه الشعور بقيمة الكتابة، وعززت لديه الإيمان بقدرة الأدب على تصوير مشاعر الإنسان والغوص في عوالم البشر وتصوير معاناتهم وأحلامهم.
جاء ذلك خلال جلسة أقيمت تحت عنوان «نهر القراءة وضفاف الكتابة»، أدارها نواف يونس، رئيس تحرير مجلة الشارقة الثقافية، وتحدث خلالها الأديب طالب الرفاعي عن المحطات التي شكّلت تجربته منذ الطفولة ومراحل الدراسة الأولى وقراءاته المبكرة في الأدب العالمي.
واستعرض الرفاعي أثر القراءة في تكوين شخصيته الأدبية، ابتداءً بغوصه في عالم الأدب الروسي وقراءاته لأعمال مكسيم غوركي، وخاصة روايته الشهيرة «الأم» التي وصف تأثيرها عليه كقارئ بالزلزال، مروراً بأعمال دوستويفسكي وفرويد، وحتى الأدب الفرنسي والإنجليزي، ثم الأدب الأميركي من خلال أعمال أدباء أبرزهم، وليم فوكنر صاحب رواية «الصخب والعنف».
وعن الأسماء العربية، التي أثرت في تجربته، أشار إلى كل من الأديب الكويتي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل والروائية الكويتية ليلى العثمان، ودورهما في تعريفه على عدد كبير من الأدباء والفنانين التشكيليين والمسرحيين العرب من الأجيال التي سبقته.
وأوضح أنه كان محظوظاً بمعرفة جيل من الأدباء الكبار وأنه واصل مشوار حياته في خطين متوازيين، أحدهما كان عمله المهني في مجال الهندسة، ثم انتقاله إلى العمل في المجلس الوطني للآداب والفنون بدولة الكويت، إلى جانب مواصلته لمشروعه الأدبي الذي أثمر 9 مجموعات قصصية و8 أعمال روائية أحدثها رواية بعنوان «خطف الحبيب»، بالإضافة إلى عدد من الدراسات الأدبية.
وأضاف طالب الرفاعي أن القراءة فتحت وعيه على إمكانيات اللغة الأدبية في الإلمام بالعوالم النفسية للبشر والتعبير عن مشاعر وهموم النفس الإنسانية، التي مهما اختلفت جذورها وثقافاتها، إلا أنها تشترك في الأحلام والهواجس وتتقاسم المخاوف والآمال ذاتها.
وفي تكثيف لرؤيته للأدب والحياة، قال الرفاعي: «إن مأزق الكاتب أنه يعيش في وحدة طوال الوقت، ومأزق الإنسان يتجسد في أنه لا يعيش التجربة في لحظتها الطازجة سوى مرة واحدة»، وختم بالإشارة إلى أن عشقه للقصة القصيرة دفعه إلى تأسيس جائزة الملتقى للقصة القصيرة في العام 2015، والتي وصلت إلى دورتها الرابعة.