محمد عبدالسميع (الشارقة)

أشاد كتّاب وناشرون بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الأربعين، مؤكدين حضوره على الساحة العالمية، نظراً لتميّزه ورؤيته المدروسة قُبيل كلّ دورة، وقالوا إنّ المعرض يجيء بعد حالة من كساد يعانيها الكتاب الورقي العربي، بسبب جائحة كورونا، ليعيد الثقة للناشر من جديد، مثلما هو يعبّر عن مشروع ثقافي، وليس مجرّد عملية بيع أو شراء للكتب، فمنصّته المميزة استقطبت كبار الشخصيات والضيوف طيلة أربعين عاماً من عمره المديد، جعلته ملتقى للعائلة والأكاديمي والمثقف والكاتب وطلبة المدارس والجامعات، لجديّة إدارته وفكرته الخلاقة في إبراز جوانبه الإبداعية والمعرفيّة، ونشاطاته وفعالياته العديدة.
ورأت الناشرة والكاتبة نور العرب أنّ معارض الكتب العربيّة، وفي الطليعة منها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ذات أثر كبير في إعادة الثقة بالكتاب الورقي وتكريسه ونشر ثقافة القراءة من خلاله، مؤكدةً الحضور الكبير للمعرض، في نسخته الأربعين، كمعرض فاعل وعملي في التواصل بين القارئ والناشر، ويلبي احتياجات القراء وأذواقهم، خصوصاً حين يأتي المعرض على الرغم من جائحة كورونا وتأثيراتها القاسية على المبيعات التي كانت تعاني أصلاً من الكتاب الإلكتروني، فمن خلال المعرض أعيد الاعتبار لرائحة الورق، لتتأكد لنا مقولة إنّ للكتاب الورقي جمهوره وللإلكتروني كذلك، وهو ما نراه في معرض الشارقة الدولي للكتاب، كمعرض حصد كلّ هذه الخبرة والنجاح.
كما وجد الكاتب والباحث فهد المعمري، في معرض الشارقة الدولي للكتاب المعرفة والثقافة والإبداع والمناسبة الثقافية، إضافةً إلى تكريسه الفعل القرائي من خلال مشروع عميق وجاد، ومن جهة أخرى ينظر المعمري إلى المعرض على أنّه ليس فقط عملية بيع أو شراء وتجمّع لدور النشر، وإنّما يأتي بناءً على رؤية مدروسة وتصور مسبق، ونافذة كبيرة تنفتح على الثقافة وكلّ مفردات المشهد الفكري والأدبي والإبداعي، ولهذا فليس غريباً أن يترقبه الجمهور الإماراتيون والخليجيون والعرب، لثقتهم الكبيرة فيه وبمخرجاته المتنوعة التي يجد فيها الأكاديمي والمثقف والشاعر والفنان والعائلة كلّ ما يحتاجونه ويبحثون عنه من معرفة يحملها معرض منظّم وضخم في أجنحته المتنوعة على أكثر من مجال.
وقالت الناشرة منى الجابري: إنّ الكتاب الورقي يكاد ينقرض في أذهان كثيرين، ولذلك فإنّ معرض الشارقة الدولي للكتاب يجيء ليكسر نظرية انتهاء الكتاب الورقي وقرب زواله، فها هي الكتب والدوريات والعناوين البراقة التي تثري الحضور وتشيع في النفوس فرحةً بثقافتنا الأصيلة التي يبرز الكتاب عنصراً مهماً فيها، وأعربت الجابري عن أسفها لتأثيرات جائحة كورونا الصعبة على الناشر تحديداً، معربةً عن تقديرها لكلّ المعارض التي تعيد صورة الماضي في ازدهار الحركة القرائيّة وعنفوانها المميز، ورأت أنّ الجهود المخلصة هي التي تنظر لمعارض الكتاب على أنّها أكبر من عملية روتينية، بل مشروع ثقافي يجب حمايته بعدم الاعتماد على النشر الإلكتروني وحده، كما أنّ المعرض يتمتع بآفاق وطنية تلعب الثقافة فيها الدور الأكبر في عملية التنوير والاطلاع والقراءة.
من جهته، أكّد الكاتب عبدالعزيز البلوشي ما لمعرض الشارقة الدولي للكتاب من أثر في تبادل المعرفة وتكريس الترجمة ومعرفة ثقافة الآخر والحوار معه، من خلال دور النشر الكثيرة المشاركة، وما يحمله المعرض من فعاليات ثقافية مهمة واستضافات مدروسة، تناسب الطفل والأسرة والشباب والكبار، فضلاً عن الروابط الثقافية التي تتعزز بين أبناء العروبة بسبب معرض الكتاب.