فاطمة عطفة (أبوظبي)
رواية «قبل أن تبرد القهوة» للكاتب الياباني توشيكازو كواغوشي كانت موضوع جلسة مناقشة أمس الأول، في مؤسسة «بحر الثقافة» برئاسة الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وحضور الشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان وعضوات المؤسسة. والرواية سردية يابانية بامتياز، سواء بالرمز أو بالواقع. فلهذه الرواية أبعاد رمزية لمن يطلع على تاريخ اليابان الحديث، ووجود الساعات الثلاث في المقهى يوضح هذا الرمز، كما أن لها أيضاً بعدها الواقعي البسيط والبعيد عن المشاهد الدرامية العنيفة، بما ينسجم مع الطبيعة المسالمة للشخصية اليابانية. والمقهى أو مسرح الأحداث يذكر أيضاً بالجزر اليابانية المحوطة بالبحار من كل جانب، وأشارت المداخلات إلى أن العمل بقصصه الأربع أقرب ما يكون إلى العرض المسرحي.
وتناولت المداخلات جوانب عدة من الرواية كتفاصيل الوصف في الصوت والحركات والقراءات والألوان وحتى رائحة القهوة والحالة النفسية، مجمعة على جمال الرواية وبساطتها.
وقالت الروائية مريم الغفلي: إن تلقي العمل الروائي يختلف من شخص إلى آخر حسب ثقافته ومكانه وما يتحلى به من عادات وقيم وتربية ومتطلبات حياتية، موضحة «الرواية أربكتني. إنها رواية فلسفية وعميقة جداً، فيها كثير من الحكايات التي لم يفصح عنها الكاتب، ويمكن أن تحكى في طبعات أخرى». وأضافت أن الحكمة التي طلعت بها من قراءة الرواية أن الحياة قصيرة جداً تشبه وقت برودة فنجان القهوة، ولا يمكن الهروب من الواقع، بل يجب مواجهته وترك الماضي والانطلاق نحو المستقبل.
من جهتها، أوضحت الإعلامية عايدة الأزدي أن رواية «قبل أن تبرد القهوة» بنت بيئتها، حيث تعبر عن الكثير من طقوس ومعتقدات اليابانيين بالخرافات والقوى الخارقة القادرة على تحقيق الأمنيات، مشيرة إلى أن هذه التوليفة الجميلة أوصلت الرواية إلى مرتبة متقدمة، ربما لكتابة جزء ثانٍ منها، وتحقيق شعبية تخطت الحدود، خاصة في تأثير هذه المعتقدات بنشر الثقافة اليابانية وشرق آسيا.