محمود إسماعيل بدر (الاتحاد) يشكّل الكاتب والممثل المسرحي الإماراتي عبدالله مسعود، حالة خاصة في الحراك المسرحي المحلي على وجه الخصوص، والمسرحيين العربي والدّولي بصفة عامة، ويعدّه البعض خير سفير للمسرح الإماراتي إلى مهرجانات المسرح العربية والدّولية، سواء على مستوى حصده العديد من الجوائز وشهادات التقدير، أو على مستوى ما يقدّمه من أعمال مسرحية رفيعة، تعكس واقع التّطور النّوعي الذي يشهده المسرح الإماراتي، أو على مستوى التّكريمات التي ينالها ما بين فترة وأخرى، تقديراً لجهوده وإسهاماته في تعزيز رسالة المسرح ودورها في تكريس مفهوم أمثل للثقافة الجماهيرية، وآخر هذه التكريمات ستكون من «ملتقى القاهرة الدّولي للمسرح الجامع» في نسخته الثالثة، من 24 إلى 30 أكتوبر الجاري، تحت شعار (مصر جديدة.. مستقبل جديد)، بمشاركة 24 دولة. بمناسبة تكريمه وأهمية ذلك، قال مسعود في حديث خصّ به «الاتحاد»: «هذا التّكريم العزيز يعني لي شخصياً الكثير، وبخاصة أنّه يأتي من مصر الشقيقة، منبع الفنّ والإبداع والثقافة، ومن حدث هو الأول من نوعه، يلقي الضوء على قطاع فنّي نوعي يعتبر رافداً أساسياً من روافد الفن والثقافة في أي مجتمع، وهو المسرح الجامعي، وأيضاً كونه يخرج إلى النّور في مرحلة حرجة بعد الإغلاقات للمسارح وتأجيلات المهرجانات بسبب جائحة «كورونا»، وبلا شك هو تكريم خاص للمسرح الإماراتي العريق الذي أنتمي إليه، وحافز جديد للمسرحي والمبدع الإماراتي، وداعم له، لتقديم المزيد من الإبداعات والنجاحات، لا سيما وأن المسرحيين الإماراتيين أكدوا حضورهم وتميزهم في عديد المهرجانات المسرحية محلياً وخليجياً ودولياً، على أمل أن يعود النشّاط المسرحي كقوة ناعمة مؤثرة في بلدي كسابق عهده من الازدهار والتألق». وفي السياق، أهدى مسعود تكريمه إلى وطنه الإمارات، بمناسبة عام الخمسين، ولجهودها الاستثنائية المبذولة لدعم المسرح والمسرحيين، وما يتصل بهم من ثقافة وأدب وفكر ومؤسسات، ساهموا جميعاً في أن تكون الإمارات منصة عالمية للثقافة والإبداع الإنساني، كما أهدى تكريمه إلى فرسان المسرح الإماراتي، الذين أكدوا بجهودهم ومثابرتهم ومكابدتهم على مرّ عقود أهمية الفن في مواجهة التحديات، من الفكر المتطرف، وخطاب الكراهية. حول نشاطاته في الملتقى الذي يقام برعاية الدكتور مصطفى متولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، وجه مسعود الشكر والتقدير للجنة العليا للملتقى، وقال «أخص بالشكر رئيس الملتقى الصديق المخرج عمرو قابيل، لمساندته ودعمه لهذا التّكريم، الذي يجري في حفل الافتتاح، حيث سأستثمر هذه الفرصة الثمينة للمشاركة في حوار التّجارب في برنامج الحدث، والاستفادة من خبرات المشاركين، وتعدد إسهاماتهم وتجاربهم في حقول المسرح المختلفة، ثم إلقاء الضوء على المشروع المسرحي الإماراتي، في ضوء الحوارات والأفكار المطروحة». ونوّه مسعود إلى أهمية عودة ملتقيات ومهرجانات المسرح وعروضه، لما لذلك من أهمية بالغة في تواصل ثقافة المسرح مع الجمهور، وإنعاش الحراك المسرحي وتطويره نحو الاستدامة، وخدمة مشروع المسرح العربي الواحد، إلى ذلك دعا إلى عروض وأنشطة مسرحية جديدة تتناغم وظروف الجائحة، لمواصلة مسيرة المسرح.